للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً، ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ»: العقدة مفرد عُقَد وهي ما تعقده السحرة، ويقال لها (العزيمة) أيضًا، والنفث: هو النفخ مع ريق، وهو مرتبة بين النفخ والتفل. ووجه قوله: (فقد سحر) هو أن السحرة إذا أرادوا عمل السحر عقدوا الخيوط، ونفثوا على كل عقدة، حتى ينعقد ما يريدونه من السحر بإذن الله تعالى، ولهذا أمر الله بالاستعاذة من شرهم في قوله: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفَلَق: ٤] يعني السواحر اللاتي يفعلن ذلك (١).

«وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشركَ»: هذه الجملة احتج بها من يرى أن الساحر مشرك مطلقًا، وأن السحر لا يتأتى إلا بالشرك، ولكن أجاب بعضهم بأن هذا مخصوص؛ فلا يتناول جميع السحر، إنما يقصد بالسحر هنا: السحر بالطرق الشيطانية، وأما مَنْ سَحَر بالعقاقير والأدوية ونحو ذلك فلا يكون مشركًا (٢).

وجوابٌ آخر: أن الحديث ضعيفٌ، وعليه فلا يصح الاستدلال به.

«وَمَنْ تَعَلَّقَ شيئًا»: فيه معنيان:

الأول: من استمسك بشيءٍ واعتمد عليه؛ بحيث يعتقد فيه الضر أو النفع من دون الله (٣).

والثاني: «من علق شيئًا بعنقه أو عنق صغير، من التعلق بمعنى التعليق» (٤).


(١) ينظر: تيسير العزيز الحميد ص (٣٤٣)، وحاشية كتاب التوحيد ص (١٩٨).
(٢) ينظر: تيسير العزيز الحميد ص (٣٤٣)، والقول المفيد (١/ ٥٢٢).
(٣) ينظر: حاشية كتاب التوحيد ص (١٩٩)، القول المفيد (١/ ٥٢٢)، وإعانة المستفيد (١/ ٣٦١).
(٤) حاشية السندي على سنن النسائي (٧/ ١١٢).

<<  <   >  >>