للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا}: أي اكتسبتموها وحصلتموها بمكة، وأصل الاقتراف اقتطاع الشيء من مكانه إلى غيره (١).

{وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا}: أي تجارةً تخشون فواتها وذهابها؛ لأنكم بهجرتكم وفراقكم لبلدكم ستتركونها (٢).

{وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا}: أي منازلكم بمكة التي تحبونها لجمالها وحسنها، وتعجبكم الإقامة فيها (٣).

{أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِي}: أي: من الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام.

{فَتَرَبَّصُوا}: هذا وعيد، أي فانتظروا ماذا يحل بكم من عقابه ونكاله بكم.

{حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}: أي: بعذابه وعقوبته عاجلة أو آجلة.

{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}: الفاسقين الخارجين عن الطاعة، وهذا تهديدٌ لهؤلاء بحرمان الهداية (٤).

ومناسبة الآية للباب: أن فيها وجوب محبة الله ورسوله، ووجوب تقديم محبتهما ومحبة ما يحبانهما، كما دلت على تحريم تقديم حب شيء من متاع الدنيا على حب الله ورسوله؛ لأن الحب من أصل العبادة، وصرفه لغير الله شركٌ (٥).


(١) ينظر: تفسير الطبري (١١/ ٣٨٤)، وتفسير القرطبي (٨/ ٩٥)، وتفسير ابن كثير (٤/ ١٠٩).
(٢) ينظر: جامع البيان للطبري (١١/ ٣٨٤)، وتأويلات أهل السنة للماتريدي (٥/ ٣٢٣).
(٣) ينظر: بحر العلوم للسمرقندي (٢/ ٤٨)، وتفسير القرطبي (٨/ ٩٥).
(٤) ينظر: تفسير البغوي (٤/ ٢٥)، والوجيز للواحدي ص (٤٥٨).
(٥) ينظر: الملخص في شرح كتاب التوحيد ص (٢٥٠).

<<  <   >  >>