«ومحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكون لأمور: الأول: أنه رسول الله، وإذا كان الله أحب إليك من كل شيء؛ فرسوله أحب إليك من كل مخلوق. الثاني: لما قام به من عبادة الله وتبليغ رسالته. الثالث: لما آتاه الله من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال. الرابع: أنه سبب هدايتك وتعليمك وتوجيهك» (١). وخلاصة دلالة الحديث: وجوب محبة الله ورسوله، وتقديم محبتهما على ما سواهما؛ من الولد والوالد والناس أجمعين؛ وحقيقة الإيمان مشروطة بذلك؛ لأن المحبة عبادة، وصرفها لغير الله تعالى شرك أكبر (٢). «وَلَهُمَا عَنْهُ»: أي البخاري ومسلم (٣). «وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ»: هذا بمعنى حديث: ذاق طعم الإيمان (٤). «قال العلماء رحمهم الله: معنى حلاوة الإيمان: استلذاذ الطاعات، وتحمل المشقات في رضى الله - عز وجل - ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وإيثار ذلك على عرض الدنيا، ومحبة العبد ربه سبحانه وتعالى بفعل طاعته وترك مخالفته، وكذلك محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (٥).