للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«إِنَّ مِنْ ضَعْفِ اليَقِينِ أَنْ تُرْضيَ النَّاسَ بِسَخَطِ الله، وَأَنْ تَحْمَدَهُمْ عَلَى رِزْقِ الله، وَأَنْ تَذُمَّهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ الله، إِنَّ رِزْقَ الله لَا يَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِيصٍ، وَلَا يَرُدُّهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ». رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.



ودلالة الحديث على مقصود الترجمة أن ضعف اليقين يكون بضعف الإيمان, والإيمان يضعف إما بترك واجب أو فعل مُحَرَّم, فدل على أن إرضاء الناس بسخط الله معصية وذنب ومحرم، ولأن هؤلاء آثروا رضا المخلوقين على رضا الله, بسبب خوف أو رجاء، فيكون نوعًا من شرك الخوف.
«إِنَّ مِنْ ضَعْفِ اليَقِينِ» واليقين المراد به: الإيمان كله.
«تُرْضيَ النَّاسَ بِسَخَطِ الله» أي: تؤثر رضاهم على رضى الله، فتوافقهم على ترك المأمور، أو فعل المحظور استجلابًا لرضاهم (١)، وذلك بأن تترك شيئًا أوجبه الله عليك، أو تفعل شيئا حرمه الله عليك خوفا أو رجاء لغير الله تعالى، وتؤثر رضا المخلوق بما يسخط الخالق (٢).
ما نوع الباء في قوله: «بِسَخَطِ الله»؟
الباء للعوض، يعني: أي تجعل عوض إرضاء الناس سخط الله، فتستبدل هذا بهذا؛ فهذا من ضعف اليقين.
«وَأَنْ تَحْمَدَهُمْ عَلَى رِزْقِ الله» أي: تحمدهم وتشكرهم على ما وصل إليك على أيديهم من رزق، بأن تضيفه إليهم وتنسى المنعم المتفضل على الحقيقة وهو الله رب العالمين الذي قدر هذا الرزق لك، وأوصله إليك. قال سبحانه: {مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [فاطر: ٢].

<<  <   >  >>