للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وَانْتَكَسْ»: أي: انتكست عليه الأمور بحيث لا تسير له، فكلما أراد شيئًا انقلبت عليه الأمور خلاف ما يريد، وكلما قام من سقطته عاوده المرض والسقوط، أو خر وانقلب على رأسه بعد أن سقط، وهو دعاء عليه بالخيبة والخسران؛ لأن من انتكس في أمره فقد خاب وخسر (١).

«وَإِذَا شيكَ»: إذا أصابته شوكة.

«فَلَا انْتَقَشَ»: أي إذا دخلت فيه شوكة لا يقدر على إخراجها بالمنقاش (٢)، والمقصود بذلك: أنه إذا وقع في الشر والبلاء، فلا خلاص له منه، وضرب بالشوك مثلًا؛ لأنه أهون ما يتصور في ذلك، فإذا نفى عنه عون الله له في الشوكة، فما كان أعظم منها أشد انتكاسًا وخذلانًا.

وهذه الجمل الثلاث يحتمل أن تكون خبرًا منه - صلى الله عليه وسلم - عن حال هذا الرجل، وأنه في تعاسة وانتكاس وعدم خلاص من الأذى، ويحتمل أن يكون من باب الدعاء على من هذه حاله؛ لأنه لا يهتم إلَّا بالدنيا، فدعا عليه أن يهلك، وأن لا يصيب من الدنيا شيئًا وأن لا يتمكن من إزالة ما يؤذيه (٣).

و«مناسبة ذكر الحديث في الباب: أن فيه ذم العمل لأجل الدنيا، ومدح العمل لأجل الآخرة» (٤).


(١) ينظر: فتح الباري (١١/ ٢٥٤)، وحاشية السندي على ابن ماجه (٢/ ٥٣٤).
(٢) ينظر: فتح الباري (١١/ ٢٥٤)، وحاشية السندي على ابن ماجه (٢/ ٥٣٥).
(٣) القول المفيد ٢/ ١٤٣.
(٤) الملخص في شرح كتاب التوحيد ص (٢٩٤).

<<  <   >  >>