للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ» أي: قاله لمن ناظره في متعة الحج وكان هو يأمر بها؛ لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بها، فاحتج عليه المخالف بنهي أبي بكر وعمر عنها، واحتج ابن عباس بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

«يُوشِكُ» بضم الياء وكسر الشين. أي: يقرب ويدنو (١).

«تَنْزِلَ عَلَيْكُمْ حِجَارَةٌ مِنَ السَّمَاءِ» أي: من فوق تنزل عليكم عقوبة لكم (٢).

ودلالة الأثر على مقصود الترجمة في قوله: «تَنْزِلَ عَلَيْكُمْ حِجَارَةٌ مِنَ السَّمَاءِ» أي: عذابًا لكم جزاء معارضة قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول: أبي بكر وعمر, وتقديم طاعتهما على طاعته، وإذا كان هذا في حق من قدَّم طاعة الشيخين أبي بكر وعمر, فكيف بمن قدَّم طاعة العلماء والأمراء على طاعة الله وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؟ ! .


سَلْ أُمَّكَ يَا عُرْوَةُ، فَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَّا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَلَمْ يَفْعَلَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالله مَا أَرَاكُمْ مُنْتَهِينَ حَتَّى يُعَذِّبَكُمُ الله، أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَتُحَدِّثُونَنَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ عُرْوَةُ: هُمَا أَعْلَمُ بِسُنَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَتْبَعُ لَهَا مِنْكَ».
هذه هي الألفاظ التي جاء بها الأثر مسندًا، أما اللفظ الذي ذكره المصنف، فهو في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، ولعل المصنف تبعهما في ذلك. ينظر: مجموع الفتاوى (٢٠/ ٢١٥)، وإعلام الموقعين (٢/ ١٦٨)، والصواعق المرسلة (٣/ ١٠٦٣).
(١) تيسير العزيز الحميد ص (٤٧٠).
(٢) القول المفيد (٢/ ١٥١).

<<  <   >  >>