للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: (وَإِنْ أَصَابَكَ شيءٌ ... إلخ) العبد إذا فاته ما لم يُقدَّر له فله حالتان:

الحال الأولى: حالة عجز، وهي مفتاح عمل الشيطان فيلقيه العجز إلى (لو) ولا فائدة في (لو) ههنا، بل هي مفتاح اللوم والجزع والسخط والحزن، وذلك كله من عمل الشيطان، فنهاه - صلى الله عليه وسلم - عن افتتاح عمله بهذا المفتاح.

الحال الثانية: النظر إلى القدر وملاحظته، وأنه لو قدر له لم يفته، ولم يغلبه عليه أحد فلم يبق له ههنا أنفع من شهود القدر، ومشيئة الرب النافذة، والتسليم لذلك والرضا به.

قال شيخنا ابن عثيمين - رحمه الله -: «قوله: (إن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا) هذه هي المرتبة الرابعة مما ذكر في هذا الحديث، فالمراتب أربع:

فالمرتبة الأولى: الحرص على ما ينفع.

والمرتبة الثانية: الاستعانة بالله.

والمرتبة الثالثة: المضي في الأمر والاستمرار فيه وعدم التعاجز.

المرتبة الرابعة: إذا حصل خلاف المقصود، فهذه ليست إليك، وإنما هي بقدر الله، ولهذا قال: (وإن أصابك)، ففوض الأمر إلى الله تعالى» (١).

قوله: (وَإِنْ أَصَابَكَ شيءٌ) أي: مما لا تحبه ولا تريده ومما يعوقك عن الوصول إلى مرامك فيما شرعت فيه من نفع.

فمن خالفه القدر ولم يأت على مطلوبه لا يخلو من حالين:


(١) القول المفيد ٣/ ١٦٣، ١٦٤.

<<  <   >  >>