للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِذَا عَاهَدتُّم}: أي: عاهدتم طرفًا آخر من الناس، وهذا يشمل الذي بين الله وبين خلقه والعهد الذي بين المسلمين وبين الكفار، ويشمل العهد الذي بين ولي أمر المسلمين وبين الرعية، ويشمل العهد الذي بين أفراد الناس بعضهم مع بعض (١).

{وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ}: «نقض الشيء هو حل إحكامه، وشبه العهد بالعقدة؛ لأنه عقد بين المتعاهدين» (٢).

{بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}: «توكيد الشيء بمعنى تثبيته، والتوكيد مصدر وَكَّدَ، يقال: وَكَّدَ الأمر وأَكَّدَه تأكيدًا وتوكيدًا، والواو أفصح من الهمزة» (٣).

و«مناسبة الآية للباب: أنها تدل على وجوب الوفاء بالعهود، ومنها ما يجري بين الناس من إعطاء الذمة؛ فإنها يجب الوفاء بها؛ لأنها فردٌ من أفراد معنى الآية» (٤).

أما علاقة الآية بالتوحيد: فقد دلت على تحريم نقض العهد؛ لأن نقض العهد دليل على عدم تعظيم الله، وذلك مناف للتوحيد قادح فيه.


(١) إعانة المستفيد (٢/ ٢٨٥).
(٢) القول المفيد (٢/ ٤٧٦).
(٣) القول المفيد (٢/ ٤٧٦).
(٤) الملخص في شرح كتاب التوحيد ص (٤١٣)، وأصله مأخوذ من حاشية كتاب التوحيد ص (٣٨٢).

<<  <   >  >>