«خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ» قال النووي - رحمه الله -: «تشبيه أمور الآخرة بأعراض الدنيا إنما هو للتقريب من الأفهام، وإلا فذرة من الآخرة الباقية، خير من الأرض بأسرها وأمثالها معها»(١).
وقوله:«حُمْرِ النَّعَمِ»: هي الإبل الحمراء، وهو من باب إضافة الصفة إلى موصوفها، وذكرها لأنها مرغوبة عند العرب، وهي أحسن وأنفس ما يكون من الإبل عندهم.
فائدة:
(حُمْر): بسكون الميم لا ضمها: جمع أحمر، أما بالضم (حُمُر): جمع حمار، ومنه قوله تعالى:{كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ}[المدَّثر: ٥٠].
و(النَّعَم): بفتح النون لا كسرها: الإبل، وأما (النِّعَم) بالكسر: جمع نعمة.
ومناسبة هذا الحديث والذي قبله للباب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر معاذًا لمَّا بعثه إلى اليمن وعليًّا في خيبر أن يبدآ بالدعوة إلى (لا إله إلا الله).