للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قال قائل: إن حديث أبي قتادة (١) يدل على أن السلب ليس من الخمس؛ لأنه لو كان من الخمس لقوم وذكر (٢) ذلك في الحديث، قيل له: ليس كل شيء كان ذكر في الحديث، وإنما أتى في الحديث ما يحتاج إليه، وترك الباقي لمعرفة الناس به، وأنه يفعل ذلك كله فيما جعل إليه، دون ما استحقه قوم لجهادهم، ألا تراه - صلى الله عليه وسلم - يشفع إلى الناس في أسارى حنين، وأمر العرفاء (٣) أن يعرفوه أجوبة الناس، ليعلم أنهم قد أذنوا في ذلك (٤)، فجعل إعطاء المؤلفة قلوبهم وحديث أبي قتادة على ما تدل عليه الشواهد والدلائل.

وقد قال ابن عمر (٥) بأجود الأسانيد:

(وجهنا (٦) (٧) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيرا بعيرا) (٨) فعلم بهذا أنه نفلهم من الخمس.


(١) هو: الحارث بن ربعي السلمي الأنصاري أبو قتادة، فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهد أحدا وما بعدها، توفي بالمدينة سنة ٥٤ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٦/ ٣٧٢) والإصابة (٧/ ٢٧٢).
(٢) كذا في الأصل، ويحتمل أن يكون حرف الواو زائدا أو هو حرف لام.
(٣) قال في فتح الباري (١٣/ ١٨٠): "جمع عريف بوزن عظيم، وهو القائم بأمر طائفة من الناس ... وسمي بذلك لكونه يتعرف أمورهم، حتى يُعَرِّف بها من فوقه عند الاحتياج، وقيل: العريف دون المنكب وهو دون الأمير.".
(٤) أخرجه البخاري [٦٣٧ كتاب فرض الخمس، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين] من حديث مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين أذن المسلمون في عتق سبي هوازن: (إني لا أدري من أذن فيكم ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم، فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، فرجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه أن الناس قد طيبوا وأذنوا).
(٥) هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو عبد الرحمن القرشي، أسلم مع أبيه وهاجر، كان واسع العلم شديد الورع آخذا بالسنة مقتفيا أثر النبي - صلى الله عليه وسلم -، شهد الخندق وما بعدها، توفي بمكة سنة ٧٣ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٤/ ٣٨٩) والإصابة (٤/ ١٥٥).
(٦) كذا في الأصل، وهو تحريف، وصوابه: نفلنا كما في الصحاح والسنن.
(٧) لوحة رقم [١/ ١٥٤].
(٨) جزء من حديث أخرجه البخاري [٨٩٢ كتاب المغازي، باب السرية التي قبل نجد] ومسلم [٣/ ١٠٩٩ كتاب الجهاد والسير].

<<  <   >  >>