والعرب ـ في هذه العادة الجاهلية ـ كانوا على ثلاثة أقسام: القسم الأول: الحمس، وهم قريش ومن ولدته: فكانوا يطوفون بثيابهم، قالوا لأننا جيران الله وسكان بيته. القسم الثاني: سائر العرب سوى الحمس، فقد كانوا يطوفون عراة، على ما ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ وقد ذكر أهل الأخبار والسير أنهم يطوفون كذلك إذا لم يُعِرْهم أحد من الحمس ثوبا، وكانت النساء يطفن بالليل، على أن أحدهم ربما طاف بثوبه، فإذا فعل ذلك ألقاه بعد فراغه ولم ينتفع به، وقد ذكروا أن ذلك يكون في أول قدومهم، ثم بعد ذلك يطوفون بثيابهم، وشبهتهم في ذلك أنهم قالوا: لا نطوف بثياب عصينا الله فيها. القسم الثالث: طوائف قليلة من العرب كقبيلة طيء، لم تكن تلزم نفسها هذه العادة، ولا تراها دينا تتعبد الله به، فكانوا يطوفون بثيابهم لا يتحرجون. ينظر: سيرة ابن إسحاق ص ٨١، وأخبار مكة للأزرقي (١/ ١٨١) وإتحاف الورى لابن فهد (١/ ٦٦). (٢) تقدم تخريجه ص: ٢٥٦. (٣) لوحة رقم [٢/ ١٦٠]. (٤) هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، أبو بكر القرشي، الفقيه الحافظ، روى عن عدد من الصحابة، توفي بالمدينة سنة ١٢٥ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٥/ ٢٢٢) وتهذيب التهذيب (٥/ ٢٦٦). (٥) هو: حُميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو إبراهيم، وقيل: أبو عبد الرحمن القرشي، وثقه العجلي وأبو زرعة، توفي بالمدينة سنة ١٠٥ هـ. ينظر طبقات ابن سعد (٥/ ٧٩)، وتهذيب التهذيب (٢/ ٣٠).