للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن نفسه، وقال الشاعر (١):

فلست بآمرٍ فيها بسَلْمٍ ... ولكني على نفسي زعيمُ

بغزو مثل ولغ الكلب حتى ... تبوء بصاحبي ثأر منيم (٢)

وقال آخر (٣):

فإني زعيم إن رجعت مسلما ... بسيرٍ ترى منه الفُرانِقَ أزورا (٤)

أي ضامن لذلك.

وإنما ينبغي أن يحتج بهذه الآيات في باب الجُعل، وأنه جائز أن يقول الرجل: من فعل كذا فله كذا، وأما الكفالة فمأخوذ من غير هذا الموضع؛ لأنه رجل فعل معروفا إلى رجل وضمن عنه شيئا أوجبه على نفسه، قد يمكن أن يغرمه ويمكن أن لا يغرمه، ولم يدخل في باب الغرر الذي نهي عنه؛ لأن الغرر يدخل في باب المخاطرة


(١) نسبه في تاج العروس، مادة: ولغ، إلى حاجز الأسدي اللص.
(٢) الثأر المنيم الذي يطيب بعده النوم، وهو الثأر المكافئ للقتيل.
(٣) القائل: امرؤ القيس من قصيدة مطلعها: سما لك شوق، وقد نسبه إليه في الصحاح مادة: فرنق.
(٤) الفرانق: فارسي معرب، وهو سبع يصيح بين يدي الأسد، كأنه ينذر الناس به، ويقال: إنه شبه بابن آوى، يقال له: فرانق الأسد. ينظر: اللسان مادة: فرنق.
والأزور: المائل، القاموس مادة: زور.

<<  <   >  >>