للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال إسماعيل (١): نا حجاج (٢)، قال: نا صالح المزني

(٣)، عن سليمان التَيْمي (٤)، عن أبي عثمان النَهْدِي (٥)، عن أبي هريرة

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على

حمزة (٦) حين استشهد فنظر إليه، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شيء قط أوجع لقلبه منه، ونظر إليه قد مثل به فقال: (رحمة الله عليك، فإنك كنت ما علمتُ وصولا للرحم فعولا للخيرات، ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواج شتى، أما والله مع ذلك لأمثلن بسبعين منهم مكانك) قال فنزل جبريل والنبي - صلى الله عليه وسلم - واقف معه بخواتيم سورة النحل قال: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} قال: فصبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وكفر عن يمينه وأمسك عما أراد من ذلك (٧).

وقال عبد الرحمن بن زيد (٨) عن أبيه قال: أمر الله ـ تبارك وتعالى ـ رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأهل الإسلام أن يعفوا ويعرضوا (٩) عن أهل الشرك مدة مقامهم بمكة، في آيّ كثير، ذكرنا منها قوله سبحانه: {قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (١٠)


(١) هو: ابن إسحاق القاضي، تقدم.
(٢) هو: حجاج بن الِمْنَهال الأنماطي أبو محمد السُلمي، وقيل: البُرْسَاني، مولاهم البصري، روى عن جرير بن حازم والحمادين، وروى عنه الدارمي وإسماعيل بن إسحاق، قال أبو حاتم ثقة فاضل. توفي سنة ٢١٦ هـ. ينظر: الكاشف (١/ ١٤٩) وتهذيب التهذيب (١/ ٥٠٨).
(٣) كذا في الأصل المزني وهو تحريف، والصواب المُرِّي، وقد جاء على الصواب عند الحاكم (٣/ ٢١٨) والطبراني في الكبير (٣/ ١٤٣).
وهو: صالح بن بشير بن وادع بن أبي الأَقْعَس، أبو بشْر البصري القاص المعروف بالمري، قال فيه ابن عدي: رجل قاص حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات تنكرها الأئمة عليه، توفي بالبصرة سنة ١٧٢ هـ. ينظر: الكاشف (٢/ ١٧) وتهذيب التهذيب (٢/ ٥٢٠).
(٤) هو: سليمان بن طَرْخان التيمي أبو المعتمر البصري، ولم يكن من بني تيم وإنما نزل فيهم، روى عن أنس بن مالك وأبي عثمان النهدي، وروى عنه شعبة والسفيانان، قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، توفي بالبصرة سنة ١٤٣ هـ. ينظر: الكاشف (١/ ٣٦١) وتهذيب التهذيب (٢/ ٤٠٩).
(٥) هو: عبد الرحمن بن مُل بن عمرو بن سعد بن خزيمة بن كعب بن نهد، أبو عثمان النهدي، أدرك الجاهلية وأسلم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يلقه، كان ثقة فاضلا، سكن الكوفة ثم البصرة وتوفي بها سنة ١٠٠ هـ. ينظر: الكاشف (٢/ ١٦٥) وتهذيب التهذيب (٣/ ٤٠٢).
(٦) هو: حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو عمارة عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخوه من الرضاعة، أسلم في السنة الثانية من البعثة، قتل يوم أحد على يد وحشي، لقبه النبي - صلى الله عليه وسلم - أسد الله وسيد الشهداء. ينظر: طبقات ابن سعد (٣/ ٦) الإصابة (٢/ ١٠٥).
(٧) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ١٨٣) والحاكم [٣/ ٢١٨ كتاب معرفة الصحابة، ذكر إسلام حمزة] من طريق صالح المري، قال الذهبي في التلخيص: صالح واه، وذكر ابن حزم في المحلى (١٠/ ٣٧٧) أنه أسنده من طريق إسماعيل بن إسحاق به، ثم حكم بضعفه.
ويشهد على أنها نزلت في شأن قتلى أحد ما أخرج أحمد (٥/ ١٣٥) والترمذي [٥/ ٨٨ كتاب التفسير، باب ومن سورة النحل] وحسنه، وابن حبان [٢/ ٢٣٩ كتاب البر والصلة، ذكر الإخبار عما يجب على المرء من استعمال العفو وترك المجازاة على الشر بالشر] والحاكم [٢/ ٢٩١ كتاب التفسير] وصححه، من حديث أبي بن كعب، وفيه: قال: لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وسبعون، ومنهم ستة فيهم حمزة، فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما لنربين عليهم، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}.
(٨) هو: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي مولاهم المدني، روى عن أبيه وابن المنكدر، وروى عنه ابن وهب وعبد الرزاق، له مؤلف في التفسير والناسخ والمنسوخ، قال أبو حاتم: كان في نفسه صالحا وفي الحديث واهيا، توفي ١٨٢ هـ بالمدينة. ينظر: التهذيب (٣/ ٣٤٤) وطبقات المفسرين للداودي (١/ ٢٧١).
(٩) لوحة رقم [٢/ ١٧].
(١٠) سورة الجاثية (١٤).

<<  <   >  >>