للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق، وإذا لم يحرم الله عليهم الزنا لتضاف أعمالهم إلى كفرهم، فيكمل عذاب الله عليهم، فلا خطاب عليهم في تحليل ولا تحريم حتى يدخلوا في الإسلام، وإلى هذا دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنفذ رسله إلى الأمصار من معاذ (١) وغيره، قال: (ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن قبلوا ذلك منك فأعلمهم بأن عليهم صلاة وزكاة) (٢) فلا شريعة ولا أمر ولا نهي إلا بعد الإيمان.

وإن احتج محتج بقول الله عز وجل: {وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} (٣) قيل له: معنى حل لهم إنما هو حل لكم أن تَطْعِمُوهم، فأما أن يظن ظان أن قولنا لهم: إنه حل لكم، وهم يدفعون الكتاب الذي فيه هذه الآية، كيف يكون منهم القبول، هذا ما لا يظنه ذو فهم ومعرفة.

قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ} (٤).

الخادم والمملوك والحر الذي لم يبلغ الحلم، من ولد وأخ وولد أخ وما أشبه ذلك، من ذوي المحارم الذين يتخصصون بالمنزل، ويجرون مجرى أهله إذا كانوا فيه، هؤلاء كلهم يستأذنون في العورات الثلاث، ولا يَلِجُون بغير إذن، فيفاجئون الرجل مع زوجته في


(١) هو: معاذ بن جبل بن عمرو بن الخزرج الأنصاري، أبو عبد الرحمن، شهد العقبة والمشاهد، كان من قراء الصحابة وأعلمهم بالحلال والحرام، توفي بالشام سنة ١٨ هـ ينظر: طبقات ابن سعد (٣/ ٢٩٥) والإصابة (٦/ ١٠٧).
(٢) أخرجه البخاري [٢٧٦ كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة .. ] ومسلم [١/ ٥٥ كتاب الإيمان] من حديث ابن عباس، بنحوه.
(٣) سورة المائدة (٥).
(٤) سورة النور (٥٨).

<<  <   >  >>