للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الله جل وعز: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ} الآية (١)

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بين المهاجرين، فكانوا يتوارثون في الهجرة حتى أنزلت {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بين الزبير بن العوام، وبين كعب بن مالك (٢)، فارتث (٣) كعب يوم أحد فجاء به الزبير يقود بزمام راحلته، فلو مات يؤمئذ كعب عن الضح والريح (٤) لورثه الزبير فأنزل الله عز وجل: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (٥).

وقال محمد بن علي بن الحنفية {إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا} قال: هذه في جواز وصية المسلم للكافر (٦).


(١) سورة الأحزاب (٦).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة [٥/ ٣٤١ كتاب الأدب، فيما آخى النبي ... ] وفيها ـ كما ذكر المؤلف ـ أن الذي آخى الزبيرَ بن العوام كعبُ بن مالك، وأخرج البيهقي [٦/ ٢٦٢ كتاب الفرائض، باب نسخ التوارث بالتحالف] والطبراني في الأوسط (١/ ٢٨٥) أنه عبد الله بن مسعود.
وهو: كعب بن مالك بن أبي بن كعب السلمي، الأنصاري، شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، شهد العقبة وما بعدها، وتخلف عن بدر وتبوك، مات في خلافة علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم -، ينظر: الإصابة (٥/ ٤٥٦).
(٣) ارتث: قال الزمخشري في الفائق مادة: رثّ " الارتثاث: أن يحمل من المعركة وهو ضعيف قد أثخنته الجراحات، من الرثة؛ وهم الضعفاء من الناس",
(٤) الضح: قال الزمخشري في الفائق مادة: رثّ: " هو ضوء الشمس إذا استمكن من الأرض".
(٥) سورة الأنفال (٧٥).
والأثر أخرجه ابن أبي حاتم (٥/ ١٧٤٣) بنحوه.
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره (١٠/ ٢٦٠) بمعناه.

<<  <   >  >>