للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه الذي توفي فيه: ? لا يَبْقَيّنّ دينان في جزيرة العرب? (١) فأجلاهم فصاروا إلى تيما وأريحا وسائر بلاد الشام.

وأما الحشر الذي ذكروا، هي النار تخرج من المشرق، فإنه شيء يكون قبل يوم القيامة، والله أعلم.

قال الله عز وعلا: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} (٢).

سار رسول الله إلى بني النضير، فتحصنوا في الحصون فقال لهم: ? أخرجوا من المدينة فأبوا، فقطع النخل وحَرَّق، فنادوا حين رأوا النخل انقطع وتحرق: يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد فما بال قطع النخل وتحريقها! فكان في أنفس المسلمين من ذلك شيء فأنزل الله سبحانه: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}? (٣) الآية، رواه ابن إسحاق (٤) عن أبيه عن المغيرة ابن


(١) أخرجه مالك في الموطأ [٢/ ٦٨٠ كتاب الجامع، باب ما جاء في إجلاء اليهود] والبيهقي [٩/ ٢٠٨ كتاب الجزية، باب لا يسكن أرض الحجاز مشرك] عن ابن شهاب، مرسلا.
ويشهد له ما أخرجه البخاري [٩١٤ كتاب المغازي، باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته] عن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ـ الحديث وفيه ـ: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) ومسلم [٣/ ١١١٢ كتاب الجهاد والسير] عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب، حتى لا أدع إلا مسلما).
(٢) سورة الحشر (٥).
(٣) رواه أبو داود في مراسيله ص ٢٥٤ برقم: ٢٣٦ من طريق محمد بن إسحاق، به.
وعزاه ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف (٤/ ١٦٦) إلى مغازي ابن إسحاق.
(٤) هو: محمد بن إسحاق، تقدم.

<<  <   >  >>