للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ قال: ثم جاء نسوة مؤمنات فأنزل الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} حتى بلغ: {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} قال: فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له بمكة، ونهاهم الله أن يردوهن، وأمرهم أن يردوا الصداق حينئذ، فقال رجل للزهري: أمن أجل الفروج؟ قال: نعم. فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان (١) والأخرى صفوان بن أمية، وقيل: أبو جهم بن حذيفة (٢)، ورد المشركون صدُقات من حبسوا من نساء المؤمنين، وأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النساء ورد الرجال، وطرق هذا الحديث وألفاظه كثيرة، وقد أتيت (٣) بالمعنى (٤).

وسئل الزهري عن قوله عز وجل: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا} (٥) فقال: يقول إذا أصبتم غنيمة فأعطوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا من غنائمكم، وامنعوا المشركين من صدقُات من ورد إليكم من المسلمات (٦)، عقوبة لهم أن منعوا دفع الصدُقات المقبوضة من المسلمين


(١) هو: معاوية بن صخر بن أمية بن عبد شمس القرشي، أمير المؤمنين الأموي، أسلم عام الفتح، وقيل قبله، وكان أحد كتاب الوحي للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان عاقلا حليما، توفي سنة ٦٠ هـ ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ١٩٤) والإصابة (٦/ ١٢٠).
(٢) هو: عامر، وقيل: عُبيد بن حذيفة بن غانم العدوي القرشي، أسلم عام الفتح، وكان من مشيخة قريش الذين تَأْخذ عنهم النسب، عُمِّر طويلا، مات آخر خلافة معاوية - رضي الله عنهم -. ينظر: طبقات ابن سعد (٥/ ٣١٢) والإصابة (٧/ ٦٠).
(٣) لوحة رقم [٢/ ٢٧٦].
(٤) أخرجه البخاري [٥٤٩ كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة] من طريق الزهري، عن عروة عن المسور ومروان بن الحكم، بنحوه في خبر طويل، وكلام الزهري في آخره، ليس في الصحيح إنما أخرجه الطبري في تاريخه (٢/ ١٢٥).
(٥) سورة الممتحنة (١١).
(٦) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ٢٨٨) والطبري في تفسيره (١٢/ ٦٩) بنحوه.

<<  <   >  >>