للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قصة فاطمة أنه قضى - عليه السلام - ألا نفقة، وأسكنها من حيث لم تدر (١).

وقد روى الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، أن عبد الله بن عمرو بن عثمان (٢)، طلق ابنة سعيد بن زيد (٣) ثلاثا، وأمها أخت فاطمة بنت قيس، وأن فاطمة أمرتها بالخروج فنهاها مروان عن ذلك وقال: لا ندع العصمة التي الناس عليها لقول امرأة (٤)، ومروان لم يخبر عن نفسه، وإنما ذكر ما أدرك الناس عليه، وناقل ذلك عبيد الله بن عبد الله، وموضعه موضعه في الفضل والعلم، وسعيد بن المسيب يذكر أن فاطمة فتنت الناس (٥)، وعائشة قالت في أمرها ما قالت، ففاطمة غلطت في التأويل، ولم تدرى أنها أُسْكِنت.


(١) يشكل على هذا التوجيه من المؤلف ـ رحمه الله ـ أن في بعض روايات حديث فاطمة بنت قيس تعليل النبي - صلى الله عليه وسلم - لنفي السكنى والنفقة، بما يمنع هذا التوجيه، فقد تقدم للمؤلف ص ٤٢٤ أنه أخرج عن فاطمة بنت قيس من طريق مجالد، أنها قالت: (طلقني زوجي، فقال لي أخوه: إنه لا سكنى لك ولا نفقة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا ابنة قيس، إنما يكون السكنى والنفقة؛ ما كان لزوجك عليك مراجعة) وذكرت هناك من تابعه في هذا عن الشعبي.
(٢) هو: عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي، المعروف بالمُطْرَف لجماله، كان جوادا شريفا، وقال النسائي: ثقة، توفي بمصر سنة ٩٦ هـ. ينظر: الكاشف (٢/ ١٠١) وتهذيب التهذيب (٣/ ٢٠٦).
(٣) هو: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، من السابقين الأولين، وأحد العشرة المبشرين، شهد أحدا وما بعدها، توفي بالعقيق سنة ٥٠ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٣/ ٢٣٢) والإصابة (٣/ ٨٧).
(٤) أخرجه مسلم [٢/ ٩٠٢ كتاب الطلاق] عن الزهري به.
(٥) قال ميمون بن مهران لسعيد بن المسيب ـ لما قال: تلك امرأة فتنت الناس ـ لئن كانت إنما أخذت بما أفتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فتنت الناس وإن لنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة. ينظر: المغني لابن قدامة (٧/ ٥٣٠).

<<  <   >  >>