للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأرسلت عليهم الشهب) (١) ـ وذكر معناه ـ وعُلِّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: (أعوذ بكلمات الله التامات، اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ (٢)، ومن شر ما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومن شر ما يلج في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر الطوارق (٣) إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن، فطفئت نار الشياطين الذين كادوه منهم، وهزمهم الله) (٤).

قال إسماعيل (٥): فقد اختلفوا في حضور عبد الله (٦) ليلة الجن، ويشبه أن يكون الصحيح منها حديث الشعبي عن علقمة: سألت عبد الله فقال: إنه لم يحضر معه، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراهم آثارهم، وأخبرهم خبرهم؛ لأنه أصحهاإسنادا (٧).

وروى بعض من ذكر أن عبد الله حضر ذلك: أن عبد الله بن مسعود كانت معه إداوة (٨) من نبيذ فتوضأ النبي - صلى الله عليه وسلم - منها حين لم يكن معه ماء (٩)،


(١) أخرجه البخاري [١٥٤ كتاب صفة الصلاة، باب الجهر بقراءة صلاة الفجر] ومسلم [١/ ٢٧٧ كتاب الصلاة] عن سعيد بن جبير، به.
(٢) ذرأ وبرأ، أي خلق. ينظر: النهاية في غريب الحديث (٢/ ١٤٤).
(٣) الطوارق: من الطرق وهو الإتيان بالليل، وقيل أصل الطروق: من الطرق، وهو: الدق، وسمي الآتي بالليل طارقا؛ لحاجته إلى دق الباب. ينظر: النهاية في غريب الحديث (٣/ ١١٠).
(٤) أخرجه النسائي في الكبرى [٦/ ٢٣٧ كتاب عمل اليوم والليلة، ذكر ما يكب العفريت ويطفئ شعلته] والطبراني في الأوسط (١/ ١٨) من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(٥) هو: ابن إسحاق القاضي، تقدم.
(٦) يريد ابن مسعود - رضي الله عنه -، تقدم.
(٧) تقدم تخريجه في الصفحة السابقة، وقد قال الدارقطني (١/ ٧٧) بعد أن ساق الروايات عن ابن مسعود - رضي الله عنه - نحو ما قال القاضي إسماعيل، في ترجيح رواية علقمة عن ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(٨) الإداوة: قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (١/ ٣٦): " الإداوة بالكسر: إناء صغير من جلد يتخذ للماء، ... وجمعها أَداوَى ".
(٩) تقدم تخريجه ص: ٧٨٠.

<<  <   >  >>