للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبيه، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: ? خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في (١) بعض أسفاره حتى إذا كنا في البيداء (٢) أو بذات الجيش (٣)، انقطع عقدي، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر ـ رحمه الله ـ فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، قالت: فجاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبستِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فعاتبني وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ آية التيمم {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} (٤) فقال أُسَيْد ابن الحُضَير (٥): ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته? (٦).


(١) لوحة رقم [٢/ ٣٠٨].
(٢) البيداء: كل مفازة لا شيء بها فهي بيداء، والمراد بها هنا أرض ملساء بين مكة والمدينة وهي إلى مكة أقرب وهي الواردة في خبر القوم يغزون البيت فينزلون بالبيداء. ينظر: معجم البلدان (١/ ٥٢٣) معجم ما استعجم (١/ ٢٩٠).
(٣) ذات الجيش: هو واد بين ذي الحليفة وبرثان بقرب المدينة، جعله بعضهم من العقيق. ينظر: معجم البلدان (٢/ ٢٠٠) معجم ما استعجم (١/ ٤٠٩).
(٤) سورة المائدة (٦).
(٥) هو: أسيد بن الحضير بن سماك بن عبد الأشهل، أبو يحيى، كان شريفا في قومه حليما عاقلا، شهد العقبة وكان أحد النقباء، ثم شهد المشاهد إلا بدرا، توفي سنة ٢٠ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٤/ ٣٠٥) والإصابة (١/ ٢٣٤).
(٦) أخرجه أبو عوانة في مسنده (١/ ٣٠٢) عن القعنبي، به.
وهو عند البخاري [٧١ كتاب التيمم، قول الله تعالى: فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا] ومسلم [١/ ٢٣٣ كتاب الحيض] عن مالك، به.

<<  <   >  >>