للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزيد بن أسلم: قصده (١) (٢).

وأنشدنا لابن أحمر (٣):

تعدو بنا شَطْرَ جَمْعٍ وهي عاقدةٌ ... قد كارب العقْدُ من إيقادها الحُقُبا (٤)

من إيقادها يعني: سرعتها (٥).

وقال لقيط (٦):

وقد أَظلّكُمُ مِنْ شَطْرِ ثَغرِكُمُ ... هولٌ له ظُلَمٌ يَغْشَاكُمُ قِطَعَا (٧)

وقد سمى الله تعالى الصلاة إيماناً (٨).


(١) روى ابن جرير في تفسيره: ١/ ٢٢ عن زيد بن أسلم شطره: ناحيته جانبه، قال: وجوانبه شطوره.
(٢) قال الشافعي: فرض عليهم حيث ما كانوا أن يولوا وجوههم شطره، وشطره: جهته في كلام العرب، إذا قلت: أقصد شطر كذا، معروف أنك تقول: أقصد قصد عين كذا، يعني: قصد نفس كذا، وكذلك تلقاءه: جهته، أي: أستقبل تلقاءه وجهته، وإنَّ كلها معنى واحد، وإن كانت بألفاظ مختلفة.
[الرسالة: ٣٤، وانظر أحكام القرآن للشافعي: ١/ ٦٨]
(٣) عمرو بن أحمر بن العمرد بن تميم الباهلي، عده ابن سلام في الطبقة الثالثة من الإسلاميين، وقال فيه: صحيح الكلام، كثير الغريب. [طبقات فحول الشعراء: ٢/ ٥٧١، ٥٨٠، والشعر والشعراء: ١/ ٣٥٦].
(٤) البيت في مجاز القرآن: ١/ ٦٠، والطبري في تفسيره: ٢/ ٢١، وابن عطية في تفسيره: ٢/ ١٠.
(٥) مجاز القرآن: ١/ ٦٠.
(٦) لقيط الإيادي، مختلف في اسم أبيه فقيل: معمر، وقيل: يعمر.
[الشعر والشعراء: ١/ ١٩٩]
(٧) البيت في الرسالة للشافعي: ٣٥، وابن عطية في تفسيره: ٢/ ١٠، والقرطبي في تفسيره: ٢/ ١٥٩.
(٨) يبين المؤلف هنا معنى قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: ١٤٣]، ويلاحظ أنه أخرها في التفسير عن الآية ١٤٤.

وتفسير الصلاة بالإيمان في هذه الآية ذهب إليه جمهور المفسرين، قال ابن عطية: وسمى الصلاة إيماناً لما كانت صادرة عن الإيمان والتصديق في وقت بيت المقدس، وفي وقت التحويل، ولما كان الإيمان قطباً عليه تدور الأعمال، وكان ثابتاً في حال التوجه هنا، وهنا ذكره؛ إذ هو الأصل الذي به يرجع في الصلاة وغيرها إلى الأمر والنهي، ولئلا تندرج في اسم الصلاة: صلاة المنافقين إلى بيت المقدس، فذكر المعنى الذي هو ملاك الأمر، وأيضاً فسميت إيماناً إذ هي من شعب الإيمان. [المحرر الوجيز: ٢/ ٧، ٨].
وقال ابن عبد البر: ومن الدلائل على أن الإيمان قول وعمل كما قالت الجماعة والجمهور، قول الله عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} لم يختلف المفسرون أنه أراد صلاتكم إلى بيت المقدس، فسمى الصلاة إيمانا.
[التمهيد: ٩/ ٢٤٥].

<<  <   >  >>