للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن الإيمان قول وعمل (١).

قال القاضي بكر: ومما يقوي: أن الإيمان قول وعمل قوله عز وجل: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ} (٢) إلى آخر الآية، والإرادة *: النية، والسعي: العمل، وهو مؤمن مقر (٣).


(١) كون الإيمان قول وعمل مذهب أهل السنة والجماعة، حيث إن الإيمان عندهم هو الطاعات كلها بالفلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلاً وفرعاً فإذا أتى بالأصل وهو المعرفة بالله والتصديق له وبه، وبما جاء من عنده بالقلب واللسان فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه، ولا يكون مستكملاً للإيمان حتى يأتي بفرعه وهو الإتيان بالفرائض واجتناب المحارم، وممن خالف في هذه المسألة: المرجئة والكرامية القائلين بأن الإيمان: هو التصديق باللسان وهو الإقرار بالشهادتين دون طمأنينة القلب، وعليه فإن الأفعال ليست من الإيمان، وأن إذا أتى بالشهادتين فهو كامل الإيمان وإن لم يأت بالأفعال، وخالف الجهمية القائلين بأن الإيمان هو المعرفة بالله فحسب، وخالف الخوارج القائلين بأن الإيمان فعل الطاعات المفترضة كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح، فجعلوا الإيمان شيئاً واحداً إذا ذهب بعضه ذهب كله.
[الإيمان لابن مندة: ١/ ٣٣١، مسائل الإيمان لأبي يعلى: ١٥١، مجموع فتاوى ابن تيمية: ٧/ ١٩٤، ٢٢٣].
(٢) [سورة الإسراء: الآية ١٩]
* لوحة: ٩/أ.
(٣) انظر تفسير ابن جرير: ١٥/ ٥٩.

<<  <   >  >>