للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله تبارك وتعالى: * {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (١)

قال مجاهد: غير باغ (٢) على المسلمين، ولا عاد (٣) عليهم، فمن خرج يقطع الطريق أو في معصية الله فاضطر إلى الميتة لم تحل له، إنما تحل لمن خرج في طاعة الله (٤)، وقال سعيد بن جبير مثل ذلك (٥)، وقال ابن عباس: غير باغ في الميتة، ولا عاد في الأكل (٦)، وقال الحسن (٧)


(١) [سورة البقرة: الآية ١٧٣]
(٢) البغي: الظلم، يقال بغى الجرح إذا ترامى إلى فساد، ومنه أن يبغي الإنسان على آخر.
[مقاييس اللغة: ١٢٦].
(٣) عدو: يدل على تجاوز في الشيء وتقدم لما ينبغي أن يُقتصر عليه، والعادي الذي يعدو على الناس ظلماً وعدواناً. [مقاييس اللغة: ٧١٩].
(٤) رواه سعيد بن منصور في سننه: ٢/ ٦٤٥، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة: ٢/ ٩٩٩، وابن أبي حاتم في تفسيره: ١/ ٢٨٣، وابن جرير في تفسيره: ٢/ ٨٦، ٨٧، والبيهقي في سننه: ٣/ ١٥٦، الصلاة، لا تخفيف عمن كان سفره في معصية الله.
(٥) رواه ابن الجعد في مسنده: ٣٢٤، وابن أبي حاتم في تفسيره: ١/ ٢٨٤، وابن جرير في تفسيره: ٢/ ٨٧.
(٦) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره: ١/ ٢٨٤، وذكره ابن كثير في تفسيره: ١/ ٢٠٥.
(٧) الحسن بن أبي الحسن يسار، أبو سعيد البصري، مولى زيد بن ثابت، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر - رضي الله عنه -، كان سيد زمانه علماً وعملاً، قال ابن حجر: هو رأس الطبقة الثالثة - وهي الطبقة الوسطى من التابعين -، ثقة فقيه مشهور كان يرسل كثيراً ويدلس مات سنة ١١٠ هـ.
[طبقات ابن سعد: ٧/ ١٥٦، والتقريب: ٢٣٦، وطبقات المفسرين للداودي: ١/ ١٥٠].

<<  <   >  >>