للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما قوله عز وجل: {ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا} (١) يقول ألا تشكوا في الشهادة، يعني إذا كان الشهود ممن يرضاه الحاكم الذي يستحق أن يكون حاكماً، ألا تراه قال: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} (٢) وهذه مخاطبة للحكام (٣).

وأما قوله عز وجل: {تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ} (٤) فهذا مما لا ينبغي أن يكتبوه؛ لأنه شيء يتعاطونه في اليوم مراراً.


(١) [سورة البقرة: الآية ٢٨٢]
(٢) [سورة البقرة: الآية ٢٨٢]
(٣) فيما ذكر المؤلف - هنا نظر - من أن الخطاب للحكام، قال ابن عطية: قال ابن بكير وغيره قوله: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ} مخاطبة للحكام. =
قال القاضي أبو محمد: وهذا غير نبيل، إنما الخطاب لجميع الناس لكن المتلبس بهذه القضية إنما هم الحكام، وهذا كثير في كتاب الله يعم الخطاب فيما يتلبس به البعض. [المحرر الوجيز: ٢/ ٣٦٥].
وفيما ذكره أيضاً من إرجاع الضمير (ذلكم) إلى قوله: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} نظر، فإن قوله: (ذلكم) راجع إلى قوله: {وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ} قال ابن جرير: (ذلكم) اكتتاب الدين إلى أجله. [جامع البيان: ٣/ ١٣١].
(٤) [سورة البقرة: الآية ٢٨٢]

<<  <   >  >>