للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد بيّن ما أراد الله به من عموم وخصوص، وظاهر وباطن، وغير ذلك من وجوهه وتصرفاته، ولم يوقف فلا يعمل به، على من يأتي بعد مائتين وثلاث مائة سنة، فبينه حتى يضع كتباً يقول فيها: البيان الأول والثاني والثالث من البيان، وهذا ما لا يجوز أن يقدم عليه إلا جبريل - عليه السلام - عن الله عز وجل. (١)

وقال: ولسنا مثل من جاء بعد المائتين يقول: إن ما خالفه لا يجوز البتة. (٢)

وقال: وقد زعم بعض الناس أنها واجبة بقول الله عز وجل: {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ} (٣) فجعل للحج أكبر وأصغر، وأخطأ خطأً فاحشاً؛ لأن كل من فسر هذه الآية قصد إلى اليوم، ولم يجعل حجاً أكبر وأصغر، فمن الصحابة من قال: يوم عرفة، ومنهم من قال: يوم النحر، وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن يوم الحج الأكبر فقال: يوم النحر، وقال: أفضل الأيام يوم النحر ثم يوم النفر.

وليس يكون من طرأ بعد المائتين خلافاً للصحابة الذين ذكروا أن الله عز وجل قصد يوم الحج الأكبر، لاسيما مع بيان النبي - صلى الله عليه وسلم -. (٤)


(١) انظر من هذه الرسالة ص: ١١١.
(٢) انظر من هذه الرسالة ص: ٢٠٥.
(٣) [سورة التوبة: الآية ٣]
(٤) انظر من هذه الرسالة ص: ٢٣٧.

<<  <   >  >>