للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقدرة واحدة مع كون وقت وجودهما وقتا واحدا وكانا يحلان محل القدرة وانصرف القادر بفعل أحدهما عن الآخر سمى الموجود منهما تركا وما لم يوجد متروكا، والترك عند العرب تخليف الشئ في المكان الذي هو فيه والانصراف عنه، ولهذا يسمون بيضة النعامة إذا خرج فرخها تريكة لان النعامة تنصرف عنها، والتريكة الروضة يغفلها الناس ولا يرعونها.

٤٨٤ - الفرق بين تركت الشئ ولهيت عنه: (١٨٨٧) .

٤٨٥ - الفرق بين التركيب والتأليف والترتيب والتصنيف: (٤٤٠) .

٤٨٦ - الفرق بين التسبيح والتقديس (١) : هما يرجعان إلى معنى واحد، وهو تبعيد الله عن السوء.

وقال بعض الافاضل: بين التسبيح والتقديس فرق، وهو أن التسبيح هو التنزيه عن الشرك والعجز والنقص، والتقديس هو التنزيه عما ذكروه عن التعلق بالجسم، وقبول الانفعال، وشوائب الامكان، وإمكان (٢) التعدد في ذاته وصفاته، وكون الشئ من كمالاته بالقوة.

والتقديس أعم، إذ كل مقدس مسبح من غير عكس، وذلك لان الابعاد من الذهاب في الارض أكثر من الابعاد في الماء، فالملائكة المقربون الذين هم أرواح مجردة بتجردهم وامتناع تعلقهم، وعدم احتجابهم عن نور ربهم، وقهرهم لما تحتهم بإضافة النور عليهم، وتأثيرهم في غيرهم، وكون كل كمالاتهم بالفعل مسبحون ومقدسون، وغيرهم من الملائكة السماوية والارضية ببساطة ذواتهم وخواص أفعالهم وكمالاتهم،


(١) التسبيح والتقديس.
في الكليات ٢: ٧٧.
المفردات (التسبيح: ٢٢٤، والتقديس: ٥٩٨) .
(٢) كلمة (إمكان) سقطت من خ.
(*)

<<  <   >  >>