للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زال عنه إلى غيره قيل تخلق بغير خلقه، وفي القرآن " إن هذا إلا خلق الاولين " (١) قال الفراء يريد عادتهم: والمخلق التام الحسن لانه قدر تقديرا حسنا، والمتخلق المعتدل في طباعه، وسمع بعض الفصحاء كلاما حسنا فقال هذا كلام مخلوق، وجميع ذلك يرجع إلى التقدير، والخلوق من

الطيب أجزاء خلطت على تقدير، والناس يقولون لا خالق إلا الله والمراد أن هذا اللفظ لا يطلق إلا لله إذ ليس أحد إلا وفي فعله سهو أو غلط يجري منه على غير تقدير غير الله تعالى كما تقول لا قديم إلا الله وإن كنا نقول هذا قديم لانه ليس يصح قول لم يزل موجودا إلا الله.

٨٧٥ - الفرق بين الخلق والكسب: (١٨١٧) .

٨٧٦ - الفرق بين الخلق والناس: (٢١٢٨) .

٨٧٧ - الفرق بين قولنا الجسم لا يخلو من كذا ولا ينفك من كذا وقولنا لا ببرح ولا يزال ولا يعرى: أن قولنا لا يخلو يستعمل فيما لا يكون هيئة يشاهد عليها كالطعوم والروائح وما جرى مجراها لان الشئ يخلو من الشئ إذا كان كالطرف له ولهذا يقال خلا البيت من فلان ومن كذا ولا يقال عري منه لان العري إنما هو مما يكون هيئة يشاهد عليها كالالوان ونحوها، وأصله من قولك عري زيد من ثيابه لان الثياب كالهيئة له ولا يقال خلا منها، والانفكاك إنما يستعمل في المتجاوزين أو ما في حكمهما لان أصله من التفكك وهو انما يكون بين الاشياء الصلبة المؤلفة، ولهذا يستعمل المتكلمون الانفكاك في الاجتماع والالوان لان ذلك في حكم المجاورة


(١) الشعراء ٢٦: ١٣٧.
(*)

<<  <   >  >>