للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسوء لا يكون إلا من حيث يعلم، ومعلوم أنه يقال ضررت فلانا من حيث لا يعلم ولا يقال سؤته إلا إذا جاهرته بالمكروه.

١٣١٣ - الفرق بين الضر والشر: أن السقم وعذاب (١) جهنم ضر في الحقيقة وشر مجازا، وشرب الدواء المر رجاء العافية ضرر يدخله الانسان على نفسه وليس بشر، والشاهد على أن السقم وعذاب جهنم لا يسمى شرا على الحقيقة أن فاعله لا يسمى شريرا كما يسمى فاعل الضر ضارا، وقال أبو بكر بن الاخشاد رحمه الله تعالى: السقم وعذاب جهنم شر على الحقيقة وإن لم يسم فاعلهما شريرا لان الشرير هو المنهمك في الشر القبيح وليس كل شر قبيحا ولا كل من فعل الشر شريرا كما أنه ليس كل من شرب الشراب شريبا وإنما الشريب

المنهمك في الشرب المحظور، والشر عنده ضربان حسن وقبيح فالحسن السقم وعذاب جهنم والقبيح الظلم وما يجري مجراه قال ويجوز أن يقال للشئ الواحد إنه خير وشر إذا أردت بأحد القولين إخبارا عن عاقبته وإنما يكونان نقيضين إذا كانا من وجه واحد.

١٣١٤ - الفرق بين الضرس والسن: (١١٣٢) .

١٣١٥ - الفرق بين الضعة والذل: أن الضعة لا تكون الا بفعل الانسان بنفسه ولا يكون بفعل غيره وضيعا كما يكون بفعل غيره ذليلا، وإذا غلبه غيره قيل هو ذليل ولم يقل هو وضيع، ويجوز أن يكون ذليلا لانه يستحق الذل كالمؤمن يصير في ذل الكفر فيعيش به ذليلا وهو عزيز


(١) (وعقاب خ ل) .
(*)

<<  <   >  >>