للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٧٣٣ - الفرق بين القصم والفصم: أن القصم بالقاف الكسر مع الابانة قال أبو بكر: القصم مصدر قصمت الشئ قصما إذا كسرته والقصمة من الشئ القطعة منه والجمع قصم.

والفصم بالفاء كسر من غير إبانة قال أبو بكر: إنفصم الشئ إنفصاما إذا تصدع ولم ينكسر، قال أبو هلال ومنه قوله تعالى " لا انفصام لها " (١) ولم يقل لا انقصام لها لان الانفصام أبلغ فيما اريد به هاهنا وذلك أنه إذا لم يكن لها إنفصام كان أحرى أن لا يكون لها إنقصام.

١٧٣٤ - الفرق بين القضاء والحكم: أن القضاء يقتضي فصل الامر على التمام من قولك قضاه إذا أتمه وقطع عمله ومنه قوله تعالى " ثم قضى أجلا " (٢) أي فصل الحكم به " وقضينا إلى بني إسرائيل " (٣) أي فصلنا الاعلام به وقال تعالى " قضينا عليه الموت " (٤) أي فصلنا أمر

موته " فقضاهن سبع سماوات في يومين " (٥) أي فصل الأمر به، والحكم يقتضي المنع عن الخصومة من قولك أحكمته إذا منعته قال الشاعر: أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم * إني أخاف عليكم أن أغضبا ويجوز أن يقال الحكم فصل الامر على الاحكام بما يقتضيه العقل والشرع فإذا قيل حكم بالباطل فمعناه أنه جعل الباطل موضع الحق، ويستعمل الحكم في مواضع لا يستعمل فيها القضاء كقولك حكم هذا كحكم هذا أي هما متماثلان في السبب أو العلة أو نحو ذلك


(١) البقرة ٢: ٢٥٦.
(٢) الانعام ٦: ٢.
(٣) الاسراء ١٧: ٤.
(٤) سبأ ٣٤: ١٤.
(٥) فصلت ٤١: ١٢.
(*)

<<  <   >  >>