للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها أن الحمد نقيضه الذم، ولهذا قيل: (١) " الشعير يؤكل ويذم ".

والمدح نقيضه الهجاء.

هذا والزمخشري لم يفرق بينهما.

قال في الكشاف (٢) : " الحمد والمدح أخوان ".

بمعنى واحد.

(اللغات) .

٧٩٨ - الفرق بين الحمد والمدح: أن الحمد لا يكون إلا على إحسان والله حامد لنفسه على إحسانه إلى خلقه فالحمد مضمن بالفعل، والمدح يكون بالفعل

والصفة وذلك مثل أن يمدح الرجل باحسانه إلى نفسه وإلى غيره وان يمدحه بحسن وجهه وطول قامته ويمدحه بصفات التعظيم من نحو قادر وعالم وحكيم ولا يجوز أن يحمده على ذلك وإنما يحمده على إحسان يقع منه فقط.

٧٩٩ - الفرق بين الحمق والجهل: أن الحمق هو الجهل بالامور الجارية في العادة، ولهذا قالت العرب: أحمق من دغة، وهي إمرأة ولدت فظنت أنها أحدثت فحمقتها العرب بجهلها بما جرت به العادة من الولادة، وكذلك قولهم أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها وهي إمرأة راودها رجل عن نفسها فقالت لا تنكحني بغير مهر فقال لها مهرتك إحدى خدمتيك أي خلخاليك فرضيت فحمقها العرب بجهلها بما جرت به العادة في المهور، والجهل يكون بذلك وبغيره ولا يسمى الجهل بالله حمقا، وأصل الحمق الضعف ومن ثم قيل البقلة الحمقاء لضعفها، وأحمق الرجل إذا ضعف فقيل للاحمق أحمق لضعف عقله.


(١) وما يزال في الامثال الدارجة المستعملة.
(٢) قاله في تفسير سورة فاتحة الكتاب ١: ٤٦.
وقول المصنف: بمعنى واحد، إضافة منه.
(*)

<<  <   >  >>