للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٤ - الفرق بين الاباء والامتناع (١) : الاباء: شدة الامتناع، فكل اباء امتناع: وليس إباء (٢) ، قاله الراغب.

قلت: ويدل عليه قوله تعالى: " ويأبى الله إلا أن يتم نوره " (٣) .

وقوله تعالى: " إلا إبليس أبى واستكبر " (٤) .

فإن المراد: شدة الامتناع في المقامين.

(اللغات) .

١٥ - الفرق بين الاباء والكراهة: أن الاباء هو أن يمتنع وقد يكره الشئ من لا يقدر على إبائه وقد رأينا هم يقولون للملك أبيت اللعن ولا يعنون أنك تكره اللعن لان اللعن يكرهه كل أحد وإنما يريدون أنك تمتنع من أن تلعن وتشتم لما تأتي من جميل الافعال، وقال الراجز " ولو أرادوا ظلمه أبينا " أي امتنعنا عليهم أن يظلموا ولم يرد أنا نكره ظلمهم إياه لان ذلك لا مدح فيه، وقال الله تعالى " ويأبى الله إلا أن يتم نوره " (٥) أي يمتنع من ذلك ولو كان الله يأبى المعاصي كما يكرهها لم تكن معصية ولا عاص.

١٦ - الفرق بين الاباء والمضادة: أن الاباء يدل على النعمة، ألا ترى أن المتحرك ساهيا لا يخرجه ذلك من أن يكون أتى بضد السكون ولا يصح

أن يقال قد أبى السكون، والمضادة لا تدل على النعمة.

١٧ - الفرق بين الاباحة والاذن: أن الاباحة قد تكون بالعقل والسمع، والاذن


(١) الاباء والامتناع في الكليات ١: ١٩١.
والفرائد: ١.
(٢) في ط: إباء امتناعا.
وهو خطأ.
(٣) التوبة ٩: ٣٢.
(٤) البقرة ٢: - ٣٤.
في خ التوحيد، والتصويب من: ط.
(٥) التوبة ٩: ٣٢.
(*)

<<  <   >  >>