للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المال يزيد بالربا في العاجل.

١٩٦٥ - الفرق بين المحيط بالشئ والعالم به: أن أصل المحيط المطيف بالشئ من حوله بما هو كالسور الدائر عليه يمنع أن يخرج عنه ما هو منه ويدخل فيه ما ليس فيه، ويكون من قبيل العلم وقبيل القدرة مجازا فقوله تعالى

" وكان الله بكل شئ محيطا " (١) يصلح أن يكون معناه أن كل شئ في مقدوره فهو بمنزلة ما قبض القابض عليه في إمكان تصريفه، ويصلح أن يكون معناه أنه يعلم بالاشياء من جميع وجوهها وقال " قد أحاط بكل شئ علما " (٢) أي علمه من جميع وجوهه وقوله " وأحاط بما لديهم " (٣) يجوز في العلم والقدرة وقال " قد أحاط الله بها " (٤) أي قد أحاط بها لكم بتمليككم إياه وقال " والله محيط بالكافرين " (٥) أي لا يفوتونه، وهو تخويف شديد بالغلبة فالمعلوم الذي علم من كل وجه بمنزلة ما قد احيط به بضرب سور حوله وكذلك المقدور عليه من كل وجه فإذا اطلق اللفظ فالاولى أن يكون من جهة المقدور كقوله تعالى " والله محيط بالكافرين " وقوله " وكان الله بكل شئ محيطا " ويجوز أن يكون من الجهتين فإذا قيد بالعلم فهو من جهة المعلوم لا غير، ويقال للعالم بالشئ عالم وإن عرف من جهة واحدة فالفرق بينهما بين، وقد أحتطت في الامر إذا أحكمته كأنك منعت الخلل أن يدخله، وإذا احيط بالشئ علما فقد علم من كل وجه يصح أن يعلم منه، وإذا لم يعلم الشئ مشاهدة لم يكن


(١) النساء ٤: ١٢٦.
(٢) الطلاق ٦٥: ١٢.
(٣) الجن ٧٢: ٢٨.
(٤) الفتح ٤٨: ٢١.
(٥) البقرة ٢: ١٩.
(*)

<<  <   >  >>