السهم إذا ذهب في الرمية، ويسمى الانسان نافذا إذا كان فكره يبلغ حيث لا يبلغ فكر البليد ففي النفاذ معنى زائد على الفطنة، ولا يكاد الرجل يسمى نافذا إلا إذا كثرت فطنته للاشياء ويكون خراجا ولاجا في الامور، وليس هو من الكيس أيضا في شئ لان الكيس هو سرعة الحركة فيما يعني دون ما لا يعني، ويوصف به الناقص الآلة مثل الصبي ولا يوصف بالنفاذ إلا الكامل الراجح وهذا معروف.
٢٢٠٨ - الفرق بين النفاد والفناء: أن النفاد هو فناء آخر الشئ بعد فناء أوله، ولا يستعمل النفاد فيما يفنى جملة ألا ترى أنك تقول فناء العالم ولا يقال نفاد العالم ويقال نفاد الزاد ونفاد الطعام لان ذلك يفنى شيئا فشيئا.
٢٢٠٩ - الفرق بين النفاق والرياء: أن النفاق إظهار الايمان مع إسرار الكفر وسمي بذلك تشبيها بما يفعله اليربوع وهو أن يجعل بجحره بابا ظاهرا وبابا باطنا يخرج منه إذا طلبه الطالب ولا يقع هذا الاسم على من يظهر شيئا ويخفي غيره إلا الكفر والايمان وهو إسم إسلامي والاسلام والكفر إسمان إسلاميان فلما حدثا وحدث في بعض الناس إظهار أحدهما مع إبطان الآخر سمي ذلك نفاقا، والرياء إظهار جميل الفعل رغبة في حمد الناس لا في ثواب الله تعالى فليس الرياء من النفاق في شئ فان استعمل أحدهما في موضع الآخر فعلى التشبه والاصل ما قلناه.
٢٢١٠ - الفرق بين النفر والرهط: أن النفر الجماعة نحو العشرة من الرجال