للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٤٣ - الفرق بين قولنا الاول وبين قولنا قبل وبين قولنا آخر وقولنا بعد: أن الاول هو من جملة ما هو أوله وكذلك الآخر من جملة ما هو آخره وليس كذلك ما يتعلق بقبل وبعد، وذلك أنك إذا قلت زيد أول من جاءني من بني تميم وآخره أوجب ذلك أن يكون زيد من بني تميم وإذا قلت جاءني زيد قبل بني تميم أو بعدهم لم يجب أن يكون زيد منهم، فعلى هذا يجب أن يكون قولنا الله أول الاشياء في الوجود وآخرها أن يكون الله من الاشياء، وقولنا إنه قبلها أو بعدها لم يوجب أنه منها ولا أنه شئ، إلا أنه لا يجوز أن يطلق ذلك دون أن يقال إنه قبل الاشياء الموجودة سواه أو بعدها فيكون استثناؤه من الاشياء لا يخرجه من أن يكون شيئا، وقبل

وبعد لا يقتضيان زمانا ولو اقتضيا زمانا لم يصح أن يستعملا في الازمنة والاوقات بأن يقال بعضها قبل بعض أو بعده لان ذلك يوجب للزمان زمانا، وغير مستنكر وجود زمان لا في زمان ووقت لا في وقت، وقبل مضمنة بالاضافة في المعنى واللفظ وربما حذفت الاضافة اجتزاء بما في الكلام من الدلالة عليها، وأصل قبل المقابلة فكأن الحادث المتقدم قد قابل الوقت الاول والحادث المتأخر قد بعد عن الوقت الاول ما يستقبل والآخر يجئ على تفصيل الاثنين تقول أحدهما كذا والآخر كذا، والاول والآخر يقال بالاضافة يقال أوله كذا وآخره إلا في أسماء الله تعالى والاول الموجود قبل والآخر الموجود بعد.

٣٤٤ - الفرق بين الايتاء والاعطاء (١) : قال الفاضل النيسابوري: في الاعطاء دليل التملك دون الايتاء.

انتهى.


(١) الايتاء والاعطاء في الكليات ١: ٣٦٠.
والمفردات: ٥٠٧.
(*)

<<  <   >  >>