للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من ذكر نعته على المنبر الامين ولم يقولوا صفته وإن كان قولهم الامين صفة له عندهم لان النعت يفيد من المعاني التي ذكرناها مالا تفيده الصفة ثم قد تتداخل الصفة والنعت فيقع كل واحد منهما موضع الآخر لتقارب معناهما، ويجوز أن يقال الصفة لغة والنعت لغة أخرى ولا فرق بينهما في المعنى والدليل على ذلك أن أهل البصرة من النحاة يقولون الصفة وأهل الكوفة يقولون النعت ولا يفرقون بينهما فأما قولهم نعت الخليفة فقد غلب على ذلك كما يغلب بعض الصفات على بعض الموصوفين بغير معنى يخصه فيجري مجرى اللقب في الرفعة ثم كثرا حتى استعمل كل واحد منهما في موضع الآخر.

٢١٩٤ - الفرق بين النعت والوصف (١) : قيل: هما مترادفان، وفرق بعضهم بينهما، بأن الوصف: ما كان بالحال المتنفلة كالقيام والقعود.

والنعت: ما كان في خلق وخلق.

كالبياض والكرم.

قيل: ولهذا لا يجوز إطلاق النعت عليه - سبحانه -، لان صفاته - سبحانه - لا تزول.

قلت: ويرده ما في الادعية المأثورة.

ومن ذلك (٢) : " يا من عجزت عن نعته أوصاف الواصفين ".

وغير ذلك من الادعية.

قال ابن الاثير: " النعت وصف الشئ بما فيه من حسن، ولا يقال في القبيح، إلا أن يتكلف، فيقال: نعت سوء.

والوصف،

يقال في الحسن وفي القبيح ".

(٣) انتهى (اللغات) .


(١) النعت والوصف.
في الكليات (النعت ٤: ٣٥٥، والوصف ٥: ٤٥) .
والمفردات: الوصف: ٨٢٣.
والفرائد: ٤١٧.
(٢) في الصحيفة السجادية الكاملة " وعجزت عن نعته أوهام الواصفين " الدعاء الاول.
(٣) النهاية في غريب الحديث ٥: ٧٩.
وتصرف المصنف في النقل باللفظ.
(*)

<<  <   >  >>