والقول الثّاني: أن الإرادة لا تستلزم الرضا والمحبة، وهو قول عامة أهل السُّنَّة المثبتين للقدر، قالوا: إنَّ الله وإن كان يريد المعاصي قدرًا، فهو لا يحبها ولا يرضاها ولا يأمر بها، بل يبغضها ويسخطها ويكرهها وينهى عنها. وأن الإرادة في كتاب الله نوعان: إرادة قدرية كونية خلقية، وإرادة دينية أمرية شرعية هي المتمضنة للمحبة والرضا، والكونية هي المشيئة الشاملة لجميع الموجودات، فالإرادة الدينية هي المذكورة في مثل قول النَّاس لمن يفعل القبائح: هذا يفعل ما لا يريده الله، أي لا يحبه ولا يرضاه ولا يأمر به، والإرادة الكونية هي المذكورة في قول المسلمين: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. انظر: شرح الأصول الخمسة ص ٤٥٩ وما بعدها، والإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد لأبي المعالي الجويني، تحقيق أسعد تميم ص ٢١١ - ٢١٩ (الطبعة الأولى ١٤٠٥ هـ، الناشر مؤسسة الكتب الثقافية بيروت - لبنان)، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١١/ ٣٥٦ - ٣٥٨، ٨/ ٢٤٠ - ٢٤١، وشفاء العلّيل لابن القيم ١/ ١٤١ - ١٤٢، وشرح الطحاوية ص ١١٣ - ١١٤، ٢٥١، ٤٤٧، والقضاء والقدر، تأليف د. عبد الرحمن المحمود ص ١٩٦ - ٢٠٠. (١) (هو) سقطت من (د). (٢) في (ف): يريد وهو خطأ. (٣) حظوظ جمع حظ وهو النصيب. المصباح المنير، تأليف أحمد الفيومي المُقرئ ص ٥٤ الناشر مكتبة لبنان بيروت - لبنان.