وقال ابن تيمية في الرد على الأخنائي ص ٢٦٩ بهامش الرد على البكري (طبعة ١٣٤٦ هـ): وروى أبو الحسن القزويني بسنده إلى إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري قال: ما رأيت أبي قط يأتي إلى قبر - صلى الله عليه وسلم -، وكان يكره إتيانه. وإبراهيم بن سعد من أكابر علماء المدينة وأكثرهم علمًا وأوثقهم، وأبوه سعد من أفضل أهل المدينة في زمن التابعين وأصلحهم وأعبدهم، وكان قاضي المدينة في زمن التابعين، وقد أدرك الصحابة وأكابر التابعين والفقهاء السبعة، ومعلوم أنه لم يكن ليخالفهم فيما اتفقوا عليه، وما نقل عنه ابنه يقتضي أنه كان لا يأتيه لا عند السفر ولا غيره بل يكره إتيانه مطلقًا كما كان جمهور الصحابة على ذلك، لما فهموا من نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك. وأبو الحسن علي بن عمر القزويني وغيره من أهل العلم والدين ذكروا هذه الآثار عن الصحابة والتابعين وتابعيهم ليبيّنوا للناس كيف كان السلف يفعلون مثل ذلك، أ. هـ باختصار. (١) هو أبو محفوظ معروف بن فيروز، وقيل: فيرزان البغدادي المعروف بالكرخي، كان والداه نصارى فأسلما، اشتهر بالصلاح والزهد، ونسب إليه الصوفية أقوال كثيرة وهو من أعلامهم، توفي سنة ٢٠٠ هـ, وقيل ٢٠٤ هـ. انظر: السير ٩/ ٣٣٩ ترجمة رقم ١١١ والأعلام ٧/ ٢٦٩. ومقالة: قبر معروف الترياق المجرب تروى عن إبراهيم الحربي كما في السير ٩/ ٣٤٣ وهذا الكلام لا يسلم لقائله, فقد ورد النهي عن الدعاء عند قبر أفضل الخلق - صلى الله عليه وسلم - وإطالة الوقوف, فغيره أولي. ومثل هذه المقالة وسيلة للشرك، فإنه وسيلة لدعاء المقبور، كما يحدث اليوم، وإجابة الدعاء عند قبر معين لا تدل على المشروعية، فإن الدعاء يستجاب أحيانًا من كافر عند الأصنام. وقد ورد عن بعض السلف أن الترياق المجرب هو الدعاء، دعاء الله -عز وجل-، انظر: المستغيثين بالله, لابن بشكوال ص ٩٥. (٢) كذا في (د) و (ح) وسقطت من الأصل و (ف). (٣) في (د) إلي الله حاجة.