للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبروا عن أنفسهم بتكفيرهم لعثمان وعلي، وكما يصدق الكفار إذا أخبروا عن أنفسهم بأنهم يقولون عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه كاهن ومجنون ومعلم ومفتري، فهذا صدق يضر قائله لا يضر المقول له، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١)} [النور: ١١].

لكن اعتقادك كفر من هم أعظم الناس إيماناً بالله ورسوله لا يضرهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما" (١)، [لذلك] (٢) كنت أحق بالكفر إلا أن تعتذر بالتأويل، وفي الصحيح أيضاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يرمي رجل رجلاً بالكفر والفسق إلا رُدت عليه إذا لم يكن لذلك أهلاً" (٣).

وقوله في الوجه الثاني: (إنه إذا علم بالقواعد ثبوت رتبة للرسول؛ فالعبارة التي توهم نفيها إذا صدرت منه علم المراد بها للدليل على عصمته وصحة تبليغه، وعدم تناقض أقواله وأفعاله، وغيره ليس كذلك).

فيقال له (٤): هذا مبني على صدور عبارة موهمة وتقدم أن الجواب عبارة ظاهرة في معناها، بل نص لا يحتمل معنيين؛ فضلاً عن كونها توهم غير ما أريد بها، وأيضاً فغير الرسول إذا عبر بعبارة موهمة [مقرونة] (٥) بما [يزيل] (٦)


(١) أخرجه البخاري في (كتاب الأدب، باب من كفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال) ٦١٠٣، ٤/ ١٩٢٥، ومسلم في (كتاب الإيمان، باب بيان حال من قال لأخيه المسلم يا كافر) رقم ٦٠، ١/ ٧٩، والإمام مالك في الموطأ في (كتاب الكلام، باب ما يكره من الكلام) ٢/ ٩٨٤ واللفظ للإمام مالك.
(٢) ما بين المعقوفين بياض في (ف) و (د) و (ح) بمقدار كلمتين، وفي هامش (د) بياض في الأصل، وهو ما يقتضيه السياق.
(٣) أخرجه البخاري في (كتاب الأدب، باب ما ينهى عن السباب واللعن) ٤/ ١٩٠٩ رقم ٦٠٤٥، والإمام أحمد في المسند ٥/ ١٨١ وغيرهم بألفاظ متقاربة وقريبة من لفظ المؤلف.
(٤) سقطت من (ف).
(٥) كذا في (ف) و (د) و (ح)، وفي الأصل (مقرنة).
(٦) كذا في (ف) و (د) و (ح)، وفي الأصل (يزل).

<<  <   >  >>