وقال ابن حجر في فتح الباري ١١/ ٤١٩ في شرح الحديث: بعد ذكر أقوال العلماء فيه، قال: وحمله بعض أهل الزيغ على ما يدعونه؛ من أن العبد إذا لازم العبادة الظاهرة والباطنة حتّى يصفى من الكدورات يصير في معنى الحق -تعالى الله عن ذلك-، وأنّه يفنى عن نفسه جملة حتّى يشهد أن الله هو الذاكر لنفسه الموحد لنفسه المحب لنفسه، وأن هذه الأسباب والرسوم تفسير عدمًا صرفًا في شهوده وإن لم تعدم في الخارج، وعلى الأوجه كلها فلا متمسك فيه للاتحادية ولا القائلين بالوحدة المطلقة لقوله في بقية الحديث: "ولئن سألني، ولئن استعاذني"، فإنّه كالصريح في الرَّدِّ عليهم. أ. هـ. وكذلك رد على الاتحادية والحلولية في تمسكهم بهذا الحديث ابن رجب في جامع العلوم والحكم ٢/ ٢٤٧. (١) كذا في (د) و (ح) وفي الأصل و (ف) يقع. (٢) أخرجه البخاريّ في (كتاب التّوحيد، باب قول الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} وفعل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - حين ينزل عليه الوحي) تعليقًا جازمًا به (٥/ ٢٣٥٠) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- ولفظه: "قال الله -تعالى-: أنا مع عبدي حيثما ذكرني وتحركت بي شفتاه"، وفي رواية الكشميني -أحد رواة البخاريّ-: "ما ذكرني" فتح الباري لابن حجر ١٣/ ٦١١، وأخرجه أيضاً أحمد في المسند ٢/ ٥٤٠ موصولًا، والحاكم في المستدرك ٢/ ٤٩٦ في كتاب الدُّعاء وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. ووصله ابن حجر وذكر طرقه في تغليق التعليق ٥/ ٣٦٢ - ٣٦٤ باب قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦)}. (٣) والمثال العلّمي هو: أن محبة الله تستولي على قلب المُحب بحيث يفنى بها عن غيرها، ويغلب محبوبه على قلبه حتّى كأنّه يراه ويشاهده، فإن لم يكن عنده معرفة صحيحة بالله وما يجب له وما يستحيل عليه، وإلا طرق باب الحلول إنَّ لم يلجه. والمثال العلّمي غير الحقيقة الخارجية وإن كان مطابق لها، فمحله القلب ومحل الحقيقة الخارج. =