عن يعلى بن مرة الثقفي قال: ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يُسنى عليه فلما رآه البعير جرجر ووضع جرانه، فوقف عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أين صاحب هذا البعير فجاءه، فقال: بعنيه، فقال: لا بل أهبه لك، فقال: لا، بعنيه، قال: لا بل نهبه لك، وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره، قال أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنه شكى كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه ... ثم ذكر سلام الشجرة عليه - صلى الله عليه وسلم -، والصبي الذي به جنون". أخرجه البيهقي في دلائل، النبوة ٦/ ٢٢ - ٢٦ وذكر روايات الخبر، وقال: ولما روينا في حديث يعلى بن مرة في أمر البعير الذي شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حاله بإسناد صحيح، وكأنه غير البعير الذي أرادوا نحره. أ. هـ، وأبو نعيم الأصبهاني في دلائله ٢/ ٣٨٢ رقم ٢٨٣ وغيرهم. وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٦/ ١٣٩ عن حديث يعلى بن مرة بعد أن ذكر طرقه: فهذه طرق جيدة متعددة تفيد غلبة الظن أو القطع عند المتبحرين أن يعلى بن مرة حدث بهذه القصة في الجملة. أ. هـ. وليس في الحديث دلالة على ما ادعاه البكري ولذا حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يحكم للبشر. جرجر: أي ردد صوته في حنجرته. المصباح المنير ص ٣٧ مادة جرر. والجران مقدم عنق البعير من مذبحه إلى منحره، فإذا برك البعير ومد عنقه على الأرض قيل ألقى جرانه. المصباح المنير ص ٣٨ مادة جرين. (١) كذا في (د) و (ف) و (ح) وفي الأصل (كا). (٢) كذا في (ح) وسقط من الأصل و (ف) و (د).