للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن عصى الرسول فقد عصى الله، فيحل ما حلله الله ورسوله، ويحرم ما حرمه الله ورسوله، ويأمر بما أمر الله به ورسوله، وينهى عما نهى الله عنه ورسوله (١).

وهذا المقام غلط فيه كثير من السالكين، لم يميزوا بين الأوّل والثّاني (٢) ولو طردوا قولهم لخرجوا من الدِّين كما تخرج الشعرة من العجين.

وإنّما طرده حذاق الملحدين منهم الذين يقولون: المسالك يشهد أوَّلًا طاعة ومعصية، ثمّ ثانيًا يشهد طاعة بلا معصية؛ وهو شهود القيومية، ثم لا تبقى لا طاعة ولا معصية وهو مشهد الوحدة (٣) عندهم، ولهذا يقول بعض


(١) عدم معرفة أهل الكلام بالتوحيد الأعظم توحيد الألوهية وعدم ذكره في كتبهم، أدى لانخراط كثير منهم في بدع القبور، وإقرارهم للشرك الأكبر ووسائله الّتي ترتكب عند الأشرحة. انظر: دعوة التّوحيد، تأليف د. مححمد خليل هراس ص ٢٣١ الطبعة الأولى ١٤٠٦ هـ، الناشر دار الكتب العلمية بيروت - لبنان.
ومن تاب من أهل الكلام رجع إلى ما ذكر المؤلِّف، قال الشهرستاني في نهاية الإقدام ص ١٢٣ - ١٢٤ (طبعة ألفرد جيوم الناشر مكتبة المتنبي القاهرة - مصر): أمّا تعطيل العالم عن الصانع العالم القادر الحكيم فلست أراها مقالة لأحد ولا أعرف عليه صاحب مقالة إِلَّا ما نقل عن شرذمة قليلة من الدهرية ... فما عددت هذه المسألة من النظريات الّتي يقام عليها برهان، فإن الفطر السليمة الإنسانية شهدت بضرورة فطرتها وبدهية فكرتها على صانع حكيم عالم قدير {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ... ولهذا لم يردّ التكليف بمعرفة وجود الصانع وإنَّما ورد بمعرفة التّوحيد ونفي الشرك، "أمرت أن أقاتل النَّاس حتّى يقولوا لا إله إِلَّا الله"، ولهذا جعل محل النزاع بين الرسل وبين الخلق التّوحيد ... أ. هـ.
وللتوسع: انظر: كتاب التّوحيد لابن منده ص ٧١ وما بعدها، وهداية المريد لتحصيل معاني كتاب تجريد التّوحيد المفيد لتقي الدِّين المقريزي، تعليق أحمد طاحون ص ١٠ وما بعدها (طبعة ١٤١٤ هـ، الناشر مكتبة التراث الإسلامي القاهرة - مصر)، ورسالة في وجوب توحيد الله للعلّامة محمّد علي الشوكاني، تحقيق د. محمّد ربيع مدخلي ص ٥٩ وما بعدها (الطبعة الأولى ١٤١٢ هـ، ـ الناشر دار المنار القاهرة - مصر)، والعلّم الشامخ في تفضيل الحق على الآباء والمشايخ، للعلّامة صالح المقبلي ص ٨ وما بعدها، وبهامشه كتاب الأرواح والنافح له أيضاً (الناشر مكتبة لبنان دمشق - سوريا) وغيرهم كثير.
(٢) في (د) (من توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية) وهو تفسير الأوّل والثّاني.
(٣) في (ف): الوحد، ومشهد الوحدة هو: في عرف الصوفية أن لا يشهد فيه ربًا وعبدًا، وخالقًا ومخلوقًا، وآمرًا ومأمورًا، وطاعة ومعصية بل الأمر كله واحد فيكون =

<<  <   >  >>