كتاب الاستغاثة في الرد على البكري

فصل [١] - مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن لا يسأله - ص: 181

قالوا: يا رسول الله فلم تعطهم؟ فقال: يأبون إِلَّا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل" (١) وقال: "والذي نفسي بيده ما من أحد يسألني شيئًا فتخرج له المسألةُ ما لم أكن أريد (٢) أعطيه فيبارك له فيه" (٣)، أو كما قال لحكيم بن حزام في الحديث الصحيح الذي أخرجاه في الصحيحين قال: سألت رسول الله فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني ثمّ قال: "يا حكيم ما أنكر (٤) مسألتك إنَّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخفي بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع"، قال حكيم: فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتّى أفارق الدنيا.

هذا لفظ رواية البخاري، وفي رواية: "ولا تكون يد أحد من العرب فوق يدي"، فكان أبو بكر وعمر يعطيانه حقه من بيت المال فلا يأخذه (٥).

---

= سنده جيد. أ. هـ، وقال الحداد في المستخرج تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين: وله شواهد. انظر: المستخرج تخريج أحاديث إحياء علوم الدِّين، تأليف أبي عبد الله محمود محمّد الحداد ٥/ ٢٢٦٥ - ٢٢٦٦ رقم ٣٥٩٦ الطبعة الأولى ١٤٠٨ هـ، الناشر دار العاصمة الرياض - السعودية.
(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٣/ ١٦ ولفظه: "إنَّ أحدهم ليسألني المسألة فأعطيها إياه فيخرج بها يتأبطها وما هي إِلَّا نارًا، قال عمر ... "، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ٩٤: ورجال أحمد رجال الصحيح. أ. هـ. وابن حبّان في الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان، تأليف علاء الدين علي بن بلبان تحقيق شعيب الأرنؤوط في (كتاب الزَّكاة، باب المسألة والأخذ) ٨/ ٢٠٢ رقم ٣٤١٤ (الطبعة الأولى ١٤١٢ هـ، الناشر مؤسسة الرسالة بيروت - لبنان)، قال شعيب الأرنؤوط في حاشية الإحسان: إسناده قوي. أ. هـ.
(٢) (أريد) سقطت من (د).
(٣) أخرجه مسلم في (كتاب الزَّكاة، باب النّهي عن المسألة) ٢/ ٧١٨ رقم ١٠٣٨ ولفظه: "لا تلحفوا في المسألة، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئًا، فتخرج له مسألته مني شيئًا وأنا له كاره، فيبارك له فيما أعطيته".
(٤) في (ح) ما أكثر.
(٥) أخرجه البخاريّ في (كتاب الزَّكاة، باب الاستعفاف عن المسألة) ١/ ٤٣٩ رقم ١٤٧٢ وأطرافه رقم ٢٧٥٠، ٣١٤٣، ٦٤٤١ واللفظ للبخاري كما ذكر المؤلِّف، إِلَّا قوله (ما أنكر مسألتك) -لم ترد في الصحيحين-، وأخرج الحديث لهذه اللفظة ابن أبي الدنيا في القناعة ص ١٩ بلفظه، والإمام أحمد في المسند ٣/ ٤٠٣ ولفظه (ما أكثر مسألتك) كما ورد في نسخة (ح)، وأمّا الرِّواية فقال ابن حجر في فتح الباري ٣/ ٤٢٩: وفي رواية =