(٢) ومرادهم يسبحون للرسول بكرة وأصيلًا، وقد أجمع أهل التأويل على بطلان ذلك. قال ابن جرير في تفسيره ١١/ ٣٣٨: وقوله: {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} يقول: تصلوا لله بالغدوات والعشيات، والهاء في قوله: {وَتُسَبِّحُوهُ} من ذكر الله وحده دون الرسول، وقد ذُكر ذلك في بعض القراءات: "وتسبحوا الله بكرة وأصيلا"، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. (٣) في (ف) بقم وهو خطأ. (٤) هذه الأبيات من قصيدة البوصيري, المعروفة "بالبردة" والتي مطلعها: أمن تذكر جيران بذي سلم ... مزجت دمعًا جرى مع مقلة بدم وفيها تقدم البيت الثالث علي الثاني، انظر: ديوان البوصيري، تحقيق محمد سيد كيلاني ص ١٩٣ الطبعة الأولي ١٣٧٤ هـ, الناشر مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده. ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو، فإن من جملة معجزاته - صلى الله عليه وسلم - القرآن العظيم، وهو كلام الله، فكيف يحل لمسلم أن يقول: إن القرآن لا يناسب قدر النبي - صلى الله عليه وسلم - بل هو منحط عن قدره، وهو كلام الله -تعالى- صفة من صفات الرب تعالى!! ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لم تحي دارس الرمم، وقد ذهب المتعصبون للناظم في كل واد من أودية التأويل، وقد أنكر أهل العلم على الشاعر منذ عصره إلى اليوم. انظر: غاية الأماني في الرد على النبهاني ٢/ ٣٥٠، والتوضيح عن توحيد الخلاق ص ٣٢٠، والعقيدة السلفية تأليف محمد عبد الرحمن المغراوي، القسم الخامس الطبعة الأولى ١٤١٤ هـ، الناشر دار المنار الرياض ص ١٣٩ وما بعدها. وقائل هذه القصيدة شاعر وليس من أهل الفقه أو العلم، وأيضًا فقد كان يمدح ذوي السلطان، فمدح المماليك مدحًا فيه غلو كبير, وهجا العرب هجاء مرًا. انظر: مقدمة ديوان البوصيري، تحقيق محمد سيد كيلاني ص ٥ - ١١.