للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرى: قبر معروف أو غيره ترياق مجرب، والدعاء عند قبر الشيخ (١) مجاب ونحو ذلك، ومعهم أن طائفة من الناس استغاثوا بحي أو ميت فرأوه قد أتى في الهواء وقضى بعض تلك الحوائج وأخبر ببعض ما سئل عنه.

وهذا كثير واقع في المشركين الذين يدعون الملائكة والأنبياء أو (٢) الصالحين أو (٣) الكواكب والأوثان، فإن الشياطين كثيرًا ما تتمثل لهم فيرونها قد تخاطب أحدهم ولا يراها.

ولو ذكرت ما أعلم من الوقائع الموجودة في زماننا من هذا لطال (٤) المقام، وكلما كان القوم أعظم جهلًا وضلالًا كانت هذه الأحوال الشيطانية عندهم أكثر، وقد يأتي الشيطان أحدهم بمال أو طعام أو لباس أو غير ذلك، وهو لا يرى أحدًا أتاه به، فيحسب ذلك كرامة؛ وإنما هي من الشيطان، وسببه شركه بالله وخروجه عن طاعة الله ورسوله إلى طاعة [الشياطين] (٥)، فأضلتهم الشياطين (٦) بذلك كما كانت تضل عُباد الأصنام، ومثل هذه الأحوال لا تكون من كرامات أولياء الله المتقين.

ثم انقسموا حزبين: حزبًا رأوا فيمن (٧) يفعلها من الكفر والفسوق والعصيان ما يخرجه عن كونه من أولياء الله المتقين، (وكذبوا بما ينقل عنه من ذلك، وحزبًا رأوا ذلك منه أو يثبت بالنقل المتواتر عن واحد أو عدد من ذلك ما يوجب حصول مثل ذلك لهؤلاء، فيظنون أنهم من أولياء الله المتقين) (٨).

ثم من هؤلاء من يقول: من أولياء الله من له طريق إلى الله غير مبايعة الرسل، ومن هؤلاء من يفضل كثيرًا من الأولياء على الأنبياء، ومنهم من يقول: هؤلاء يتصرفون بالقدر (٩) والمشيئة تصرفًا خرجوا به عن حكم وجوب


(١) في (ط) زاد الناسخ كلمة (فلان) وجعلها بين معقوفين، وهي شرح للمعنى.
(٢) (أو) في (د) و (ح) واو.
(٣) (أو) في (د) واو.
(٤) في (د) و (ح) (لطال هذا).
(٥) كذا في (ف) و (د) و (ح) وفي الأصل شيطان.
(٦) في (ف) الشيطان.
(٧) في (د) فيما.
(٨) ما بين القوسين ساقط من (د).
(٩) في (د) القدرة.

<<  <   >  >>