للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصحابة وجمهور المؤمنين حتى كفّروا أبا بكر وعمر وعثمان ومن تولاهم (١)، هذا الذي عليه أئمتهم (٢).

وكذلك الجهمية ابتدعت نفي الصفات المتضمن في الحقيقة لنفي الخالق ونفي صفاته وأفعاله وأسمائه؛ وأظهرت القول بأنه لا يرى؛ وأن كلامه مخلوق خلقه في غيره لم يتكلم هو بنفسه وغير ذلك، ثم إنهم امتحنوا الناس فدعوهم إلى هذا وجعلوا يكفّرون من لم يوافقهم على ذلك.

وكذلك القدرية ابتدعت التكذيب بالقدر؛ وأنكرت مشيئة الله النافذة وقدرته التامة وخلقه لكل شيء، وكفّروا أو [منهم] (٣) من كفّر من خالفه.

وكذلك الحلولية والمعطلة [للذات] (٤) والصفات يُكفر [كثير] (٥) منهم من خالفهم، فالذين يقولون: إنه بذاته في كل مكان منهم من يكفّر من خالفه، والذين يقولون: إنه لا مباين للمخلوقات ولا حال (٦) فيها فمنهم من يكفّر من خالفه (٧).

والذين يقولون ليس كلامه إلا معنًى واحد قائمًا بذاته، ومعنى التوراة والإنجيل (والقرآن واحد) (٨)، والقرآن العزيز ليس هو كلامه؛ بل كلام جبرائيل (٩) أو غيره، فمنهم من يُكفّر من خالفه.


(١) في (د) توليهم.
(٢) انظرت التنبيه والرد ص ٤٥، ومقالات الإسلاميين ١/ ٨٩، بل إنهم كفّروا الزيدية وهم منهم، ومعاصروهم يصرحون بهذا. انظر: أصول مذهب الشيعة الإمامية، تأليف د. ناصر القفاري ٢/ ٧١٦ وما بعدها الطبعة الثانية ١٤١٥ هـ.
(٣) كذا في (ط) وفي جميع النسخ تأخرت الكلمة هكذا (أو من كفر منهم من) ولا يصح لها معنى.
(٤) كذا في (د) و (خ) وفي الأصل و (ف) في الذات.
(٥) كذا في (ح) و (د) و (ف)، وفي الأصل كثيرًا.
(٦) في (د) و (ح) ولا عال عليها.
(٧) في هامش الأصل (قلتُ: العجب ممن نجا كيف نجا ليس العجب من هلك كيف هلك، ولهذا لم يقنع من قريش بعبادة الأصنام حتى صيّرهم مجانين يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء).
(٨) ما بين القوسين سقط من (د).
(٩) في (ف) و (د) و (ح) جبريل، وهذا هو مذهب الكلَّابية والأشاعرة والماتريدية. انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٢/ ٣٧٦ - ٣٧٧ وشرح المقاصد ٤/ ١٥٢ =

<<  <   >  >>