للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: لما قتلَهُ اسودَّ جسدُه (١)، فلما رآه آدمُ قال له: أين هابيل؟ قال: لم أكن وكيلًا عليه، قال آدم: بل أنت قتلتَهُ، ولذلك اسودَّ جسدُك (٢). قال الواقديُّ: فالسُّودان من ولدِه.

وقيل: لمَّا هامَ به في الأرض خائفًا كان يَرميه مَن رآهُ بحجرٍ، فرآهُ بعض ولدِه، فرماهُ بحجرٍ فقتلَه (٣).

وقيل: أمرَ اللَّهُ تعالى الرِّيحَ فألقتهُ في أحرِّ موضعٍ في الدُّنيا، فهو يُقاسيهِ في الصَّيف، وتُلقيهِ في أبردِ موضعٍ في الدُّنيا، فهو يُقاسيهِ في الشِّتاء.

وقيل: قَتَلَ أخاه وهو غيرُ مستحِلٍّ له، ولا رادٍّ للأمر، فكان عاصيًا، بخلافِ أبيه، وقتلِ أخيه، واستئثارِ أختِه، لكن حملَهُ شؤمُ المعصيةِ على الكفر، وسببُ ذلك أنَّ إبليسَ -لعنه اللَّه- تَمثَّلَ له في صورةِ إنسانٍ، وقال له: أتدري لم قُبِلَ قربانُ أخيك؟ قال: لا، قال: إنَّه كان يُعظِّمُ النَّارَ، ويَتواضَعُ لها، فلذلك أكلَتْ (٤) قربانَهُ، فاسجُد أنت للنَّار، فسجدَ لها مِن دون اللَّه، فكفرَ بذلك، وهو أوَّلُ مَن سجدَ للنَّار (٥).

وقال محمَّدُ بن عليٍّ التِّرمذي رحمه اللَّه: إنَّ قابيلَ تولَّدَ مِن قوَّةِ حبَّةٍ أكلَها آدمُ مِن الشَّجرةِ مع النَّهي، فأثَّر في فسادِ هذا الولد، فصار أبًا ليأجوج ومأجوج الذين يَكثُر فسادُهم في آخر الزَّمان على وجهٍ لا تُعرَفُ غايتُه.


(١) في (ف): "وجهه".
(٢) في (ف): "وجهك". وفي هامش (ف): "جسدك".
(٣) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٥٣).
(٤) في (ر): "قبلت".
(٥) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٥٣)، وهذا الخبر وأمثاله مما سبق، مما لم يصل إلينا من طريق صحيح، وأغلبه من الإسرائيليات، فلا يعول عليه. واللَّه أعلم.