للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الرَّقَاشيُّ (١): هو الإقرار بشرطِ وجودِ المعرفةِ في القلب (٢)، والمعرفةُ ضروريةٌ توجد لا محالة، لكنْ إذا وُجدت هي مع الإقرار فالإيمانُ هو الإقرارُ باللسان وحده؛ لأنه اسمٌ لفعلٍ اكتسابيٍّ لا اضطراريٍّ.

وقال أهلُ الحق: هو التصديقُ بالقلب والإقرارُ باللسان.

وقال الإمامُ أبو منصورٍ -وهو مرويٌّ عن أبي حنيفة رحمه اللَّه، وهو قولُ جماعةٍ-: هو التصديق (٣).

وقال مالكٌ والشافعيُّ والأوزاعيُّ وأهلُ الحديث وأصحابُ الظواهر: الإيمان هو التصديقُ بالقلب، والإقرارُ باللسان، والعملُ بالأركان.

وقال الأشعريُّ: كلُّ ذلك والبقاءُ عليه إلى الموت.

وبيانُ شُبَهِ الخصومِ وحُجَجِ أهل الحقِّ يُذكر في كتب الكلام، ونُشير نحن في بقيَّة هذه الآية وفي تفسير الآيات التي في المنافقين من هذه السورة إلى ما يقع به الاستغناءُ والاكتفاءُ إن شاء اللَّه تعالى.

ثم قولُه عزَّ وجلَّ: {يُؤْمِنُونَ}: في قراءةِ أبي عمرو بن العلاء بغير همز، وللقرَّاء في الهمز وتركِه مذاهبُ وتفاصيل، فأبو عمرو يتركُ كلَّ همزةٍ ساكنة إلا أن يَعترِضَ أحدُ أربعةِ أشياء:


(١) هو الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشيّ، أبو عيسى، واعظ من أهل البصرة، كان من أخطب الناس، متكلمًا قاصًّا، وهو رئيس طائفة من المعتزلة تنسب إليه، وكان قدريًا ضعيف الحديث، توفي سنة (١٤٠ هـ). انظر: "الأعلام" (٥/ ١٥١).
(٢) في (ر): "بالقلب".
(٣) انظر: "تأويلات أهل السنة" (١/ ٣٧٣).