للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال في أوَّل الآية: فيه (١) دلالة البعث مِن وجهَيْن:

أحدهما: أنَّ مَن قدرَ على إيجاد السَّماوات والأرض لا عن شيءٍ قدرَ على إحياء الخلق بعدَ إفنائهم.

والثَّاني: أنَّ خلقَ السَّماوات والأرض وتعليقَ منافعِ بعضها ببعض والإفضالِ على الخلق بأنواعِ النِّعم مِن كمال الحكمة، وقد أخبرَ أنَّه ما خلقَهما باطلًا، فلو كانَتا للفناءِ ولا حياةَ بعدَه كانَ يكون خارجًا عن الحكمةِ، ولا وجهَ له (٢).

* * *

(٥٦) - {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.

وقوله تعالى: {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}: تحقيقُ الأوَّل.

وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: يحيي القلوبَ بأنوار المشاهدات، ويميْتُ النُّفوسَ بأنواع المجاهدات.

قال: ويُقال: يحيي مَن أقبلَ عليه، ويميْتُ مَن أعرضَ عنه، يحيي بالرَّجاء ويميْتُ بالقنوط (٣).

* * *

(٥٧) - {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}.


(١) في (أ): "إليه"، وفي (ر) و (ف): "إنه"، والمثبت من "التأويلات".
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٦/ ٥٣ - ٥٤).
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ١٠١).