(٢) كذا شرح المؤلف هذه الجملة ولم يصنع شيئًا، فهو لم يبين ما في اللام التي في {لِيُضِلُّوا} من الوجوه، ولا توجيه ذلك على كل وجه من الوجوه، وقد استوعب ابن عطية في "المحرر الوجيز" (٣/ ١٣٩) ذلك فقال: (وقوله: {لِيُضِلُّوا} يحتمل أن تكون لامَ "كي" على بابها على معنى: آتيتهم الأموال إملاء لهم واستدراجًا فكان الإيتاء كي يضلوا، ويحتمل أن تكون لام الصيرورة والعاقبة، كما قال: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} [القصص: ٨] والمعنى: آتيتهم ذلك فصار أمرهم إلى كذا، وروي عن الحسن أنه قال: هو دعاء. ويحتمل أن يكون المعنى على جهة الاستفهام؛ أي: ربنا ليضلوا فعلتَ ذلك، وفي هذا تقرير الشنعة عليهم).