للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: هو وقوعُ العلم من جهةِ الاستدلال والأسبابِ التي يُستفاد بها العلم، ولذلك لا يوصَف اللَّه تعالى بالإيقان بالشيء؛ لأنه عالمٌ بعلمه الأزلي لا بعلمٍ مكتسَب.

وقيل: هو التصديقُ بالشيء بعد العلم به.

والفعل منه: أَيقنَ بالشيء وتيقَّنَ به واستَيقَنَ (١) به، كما يقال: أقدَم (٢) وتَقدَّم واستَقْدمَ.

فأما تفسيرُه فقد قيل: {يُوقِنُونَ}؛ أي: يعلمون بغيرِ شكٍّ، وليسوا كالذين قالوا: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} [الجاثية: ٣٢].

وقيل: أي: يصدِّقون.

وقيل: أي: يعملون بما يعلمون منه، فلا (٣) يَرْكَنون إلى الدنيا، ولا يَغْفُلون عن الآخرة، ولا يعملون بما يعاتَبون أو يعاقَبون عليه في الآخرة.

واليقينُ المذكور في القرآن جاء لمعانٍ:

للتَّصديق: كما في هذه الآية.

وللتَّحقيق: كما في قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء: ١٥٧].

ولكونه متيقَّنًا به في نفسه وإنْ شكَّ فيه البعض: كما قال في حقِّ القرآن: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} [الواقعة: ٩٥].

وللموت: كما قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: ٩٩].


(١) في (ر): "فاستيقن".
(٢) بعدها في (ر) و (ف): "وقدم".
(٣) في (ف): "ولا".